انتشرت ظاهرة الشعارات والأغاني التي كانت سائدة في الجزائر في السبعينات، وسُجلت عشرات منها تتحدث عن "الوئام المدني" والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتبثها وسائل الإعلام. وتحت شعار "كل نعم ستنقذ الجزائر" بدأت الصحافة أمس في نشر لوحات اعلانية باللغة الفرنسية تحمل 16 شعاراً منها: "نعم للسلم، للعدالة، للتنمية الاقتصادية، للشفافية، للكفاءة، للثقافة، للمساواة، للاخوة، للحرية، للاستقرار، للاحترام، للتربية، للحقوق، للتسامح، للعفو، للوئام المدني". وفي السياق نفسه، سلمت "لجنة الإرجاء" لولاية جيجل ل55 نائباً من كتيبة "الهدى والنور" وثيقة الاعفاء التي سمحت لهم بمغادرة المركز الأمني في العوانة في سيارات عائلاتهم الى منازلهم. وأعلن مفتي الجماعات الاسلامية في الجزائر الشيخ أبو عبدالله الباري أحد أقطاب السلفية أستاذ في معهد الشريعة في الخروبة في الجزائر انه ساهم في توبة "كتيبة الفرقان" في الشلف و"كتيبة الجماعة المسلحة" في تابلاط البويرة، وكتيبة "الهدى والنور" في جيجل وكتيبة الاستقامة. وكشف انها ليست المحاولة الأولى وأنه قام بذلك، بعد موافقة مصالح الأمن الجزائري، وأكد ان هناك فئتين من المسلحين، الأولى مغرر بها وتعتقد بأنها على صواب وتجاهد في سبيل الله، وثانية لها توجهات سياسية تدافع عن طروحات ذات علاقة بالجبهة الاسلامية للانقاذ. وأوضح ان "علماء الحجاز أمثال الألباني والفوزان والعثيمين فصلوا في الأمر منذ اللحظات الأولى للانحراف وكان لهم الفضل بعد الله عز وجل في رجوع المسلحين الى رشدهم". الى ذلك، دعا الإمام علي عيَّة الشعب الجزائري الى التصويت بنعم من أجل "تفويت الفرصة على رؤوس الفتنة ومواصلة المسيرة بالتطهر الشامل وتنقية المجتمع". وأعلنت الحركة الثقافية البربرية انها ضد الوئام المدني، وبررت ذلك برفض الرئيس بوتفليقة الاعتراف باللغة الامازيغية. أما الرئيس السابق اليمين زروال فأعلن، في أول تصريح علني منذ تسليمه الرئاسة الى خلفه عبدالعزيز بوتفليقة، "ان قانون الوئام المدني انما هو امتداد لقانون الرحمة" وأشار الى أنه "لكل مرحلة ظروفها وخصوصياتها تجاه ما يجري في الحياة السياسية، كما أن لها قراراتها الخاصة بها والتي يكون من الواجب أن تتخذ". وذكَّر بأنه كان "أول من انطلق في مسعى الوئام والمصالحة سنة 1994 عندما كان وزيراً للدفاع عندما دعا الى الحوار من دون إقصاء أو تهميش". وأنه زار قادة "الانقاذ" في سجنهم في البليدة. وأضاف انه "كان دائماً صاحب موقف المصالحة الوطنية". وجاء تصريحه في حضور الرئيس بوتفليقة الذي فضل أن يعقد ندوة صحافية في منزل زروال للتأكيد بأن "يستثني الرئيس زروال" من الانتقادات التي وجهها لعشرية ما بعد الرئيس هواري بومدين. وعشية الاستفتاء، أصدرت وزارة الدفاع الوطني مرسوم عفو عن الفارين من الخدمة الوطنية المولودين ما بين 2 تشرين الثاني نوفمبر 1959 ونهاية العام 1965. وأعلنت أنها ستوزع "بطاقات صفراء" تحمل عبارة "مؤهل لا يجند". وكانت هذه المشكلة محل رسائل واستفسارات لكثير من المواطنين.