أجرت البعثة الدولية "الاستطلاعية" التي تزورالجزائر، محادثات أمس في قصر الحكومة في العاصمة مع وزير المال السيد عبدالكريم حرشاوي في حضور مسؤولين في ادارات الخزينة والدراسات والبورصة. واستمعت الى تقرير مفصل عن الوضع المالي للحكومة الجزائرية، والمؤسسات المالية الرسمية، وكيفية معالجة الديون المستحقة على الجزائر. ومن المتوقع ان تكون البعثة الدولية التقت مساء أمس رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي السادة: الطاهر بن بعيش الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي والشيخ محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم، وبوعلام بن حمودة رئيس جبهة التحرير الوطني. وكان وزير الخارجية السيد أحمد عطاف قام أمس بزيارة "مجاملة" للوفد الدولي في فندق "السوفينال". وكان الوفد قضى 6 ساعات أول من أمس في سجن سركاجي والتقى مسجونين بتهم الرشوة والفساد والاختلاس وتبديد الأموال العامة. كذلك التقى عناصر من الأمن الوطني الذين يقضون عقوبات بالسجن لادانتهم بارتكاب "التجاوزات" في حق المواطنين، وتقصى ملابسات "المجزرة" التي وقعت في السجن في 1995 وراح ضحيتها قرابة مئة من السجناء الذين حاولوا التمرد على حراسهم. وزار الوفد أيضاً منطقة سيدي يوسف في بني سوس، قرب العاصمة، واستمع الى شهادات عن ملابسات المجزرة التي حصلت فيها العام الماضي وخلفت 53 قتيلاً. وكانت أنظار معظم أعضاء البعثة تتجه نحو غابة بنيام التي تبعد عن مكان المجزرة بأقل من خمسة كيلومترات. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت صحف جزائرية ان ثلاثة مواطنين اغتيلوا عند حاجز نصبه مسلحون في الأخضرية الأحد الماضي. وأشارت الى أن الحاجز الأمني "المزيف" اقيم على الطريق بين العاصمة والأخضرية حيث أوقفت سيارات عدة ونُهبت أموال المسافرين. وأفيد ان مواطناً آخر اغتيل، في اليوم نفسه، في دوار تفرنت على بعد 11 كلم شرق الشلف ولاية الشلف. من جهة أخرى، لا تزال قوات الجيش تواصل حصار جبال سيدي يحيى في منطقة سيدي علي بوناب في البويرة شرق العاصمة. واستخدم الجيش في تمشيط المنطقة الطائرات وأسلحة ثقيلة. ويشير بعض التقارير الاعلامية الى أن عدد العناصر المسلحة التي تتمركز في هذه الجبال يبلغ حوالي 200 مسلح وتعتبر غابة سيدي يحيى من أهم المراكز الرئيسية للجماعات الاسلامية المسلحة. وكانت سابقا من مراكز العبور التي يستخدمها "الجيش الاسلامي للانقاذ".