واشنطن، كوالالمبور - رويترز - سخرت واشنطن من اتهام العراق مندوب الولاياتالمتحدة في لجنة العقوبات بعرقلة استيراد 15 ثوراً من فرنسا بذريعة أن هذه الحيوانات يمكن استخدامها لأغراض عسكرية بالاضافة الى استخدامها المدني. وقال جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "اعتدنا سماع الكثير من الهراء من بغداد". وزاد ان رسالة سفير العراق لدى الأممالمتحدة الى الأمين العام كوفي أنان هي "هراء"، مشيراً الى أن بغداد تعلم ان واشنطن عرقلت الصفقة بسبب الأمصال المصاحبة لتلك الحيوانات وليس بسبب الثيران. وأوضح ان الأمصال من المواد التي اعتبر مجلس الأمن أنها قد تدخل في صنع أسلحة الدمار الشامل، ويجب أن يراقبها مفتشو الأسلحة. واستدرك: "لا يوجد مفتشو اسلحة في العراق، لذلك أثارت الولاياتالمتحدة مخاوف في شأن امكان استخدام الأمصال في انتاج أسلحة، وحاول العراقيون اللجوء الى حيلة دعائية بزعم انهم يريدون استيراد ثيران". ويسمح للعراق بموجب اتفاق "النفط للغذاء" ببيع كميات من النفط لتمكينه من شراء سلع انسانية لتخفيف اثار العقوبات التجارية الصارمة، ويجب أن توافق لجنة العقوبات على كثير من السلع التي تتعاقد بغداد لشرائها. جولة طارق عزيز في غضون ذلك انتقدت ماليزيا العقوبات الدولية، وأبلغت نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي يزور كوالالمبور رغبتها في تعزيز العلاقات التجارية مع بغداد. واعتبر نائب رئيس وزراء ماليزيا عبدالله أحمد بدوي بعد اجتماع مع طارق عزيز انه ينبغي عدم اجبار العراق على الخضوع لعمليات تفتيش دولية عن الأسلحة تهدد سيادته. وقال للصحافيين أمس: "في هذه المرحلة ليس هناك ما يشير الى رفع العقوبات التي تسببت في معاناة كبيرة جداً للشعب العراقي. هناك دور على العراق أن يؤديه لكنه يقول انه سيتعاون ما دامت سيادته محفوظة وهو يشعر أن الوضع الحالي لا يخدم مصلحته". وتبنى مجلس الأمن الشهر الماضي قراراً يقضي بتعليق العقوبات اذا أبدى العراق تعاوناً مع وكالة دولية جديدة للتفتيش عن الأسلحة. وامتنعت ماليزيا والصين وروسيا وفرنسا عن التصويت على القرار الذي أيدته 11 دولة، وقال عبدالله ان العراق يعارض فكرة الوكالة الجديدة. ونقل مسؤولون ماليزيون عن طارق عزيز تأكيده ان اللجنة الجديدة لمراقبة برامج التسلح لا تختلف عن "اونسكوم"، في حين وعد نائب رئيس الوزراء الماليزي ببذل جهود من أجل رفع العقوبات. وتابع ان الجانبين سيعقدان اجتماعاً في بغداد يخصص لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. وذكر ان العراق الذي يشتري زيت النخيل الماليزي المصفى في مصر والأردن، يريد الآن شراءه مباشرة من كوالالمبور. ومعروف ان طارق عزيز كان زار بكين قبل كوالالمبور في اطار حملة لحشد التأييد لموقف بغداد من العقوبات.