أبدى الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد معارضته الدعوات الى الجهاد التي اطلقتها قوى إسلامية ساندت حملته للوصول الى الحكم. وحضّ وحيد المسلمين على حماية ابناء الاقلية المسيحية في البلاد. وتعهد اتخاذ اجراءات ضد المتطرفين الإسلاميين الذين يشاركون في اعتداءات. وجاء كلام الرئيس في وقت أفادت معلومات، مصدرها منظمات انسانية غربية، ان حصيلة ضحايا العنف الطائفي منذ مطلع السنة، تقدر بالآلاف، خلافاً للاحصاءات الرسمية التي تحدثت عن 1700 قتيل. وتعززت المخاوف من انهماك اطراف النزاع في حملة تسلح تمهيداً لدوامة عنف جديدة، مع توفر معلومات عن وصول اسلحة متطورة بينها رشاشات اوتوماتيكية الى مناطق التوتر. ونشرت صحيفة "جاكارتا بوست" امس، انه تم ضبط كميات من الذخيرة كانت في طريقها الى امبون التي كانت المسرح الرئيسي للمواجهات في شرق البلاد الاسبوع الماضي. وصودرت الذخائر ومعظمها طلقات لرشاشات "ام -16" و"كلاشنيكوف" على متن سفينة شحن راسية في مرفأ سورونغ في اقليم بابوا الشرقي. وفي وقت تجددت التظاهرات الداعية للجهاد في جاكارتا أمس، أبلغ الرئيس وحيد وفداً نسائياً استقبله بمناسبة الاعياد، معارضته الشديدة لهذه الدعوات. وقال: "لا يعنيني اذا كان هؤلاء يريدون الجهاد أو أي شيء آخر. لكنهم يشكلون تهديداً للامن". واضاف ان على "المسلمين كونهم اكثرية ان يبادروا الى حماية مواطنيهم ابناء الأقلية المسيحية". وأكد الرئيس الاندونيسي الذي كان اعطى الأمر الاسبوع الماضي باقامة حصار بحري على ارخبيل الملوك، ان 400 مسلم ابحروا من مرفأ جاكارتا بهدف محاربة المسيحيين هناك. ورأى مراقبون ان الرئيس وضع نفسه بهذا الموقف والانتقاد العلني، في مواجهة قوى اسلامية متطرفة كانت قدمت له الدعم خلال حملته الرئاسية. ومن ابرز رموز هذه القوى، رئيس البرلمان أمين ريّس الذي قاد تظاهرات تدعو الى الجهاد الاسبوع الماضي وخاطب المشاركين فيها بقوله: "اننا نرى ما أكده عديد من قادة المسلمين في اندونيسيا وهو ان ثمة مؤامرة لضرب المسلمين في بلادنا واضعافهم". واستمرت موجة القتل ولو بانحسار نسبي في شرق البلاد وغربها امس. وافيد ان عشرات قتلوا في اشتباكات في جزيرة سيرام ، فيما سجلت أعمال عنف في مناطق أخرى من ارخبيل الملوك الذي يعرف أيضاً بجزر البهار.