بروكسيل - د ب أ، أ ف ب - في وقت يستمر فيه الخلاف على شحنة مكونات صواريخ "سكاد" التي قالت بريطانيا انها صادرتها خلال نقلها إلى ليبيا، أعلن أمس الاثنين أن مسؤولي الاتحاد الاوروبي سيناقشون الاسبوع المقبل تفاصيل الزيارة المحتملة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لبروكسيل. وقال مسؤولون وديبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي أن رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ناقش احتمالات القيام بهذه الزيارة مع القذافي خلال اتصال هاتفي جرى بينهما في عطلة عيد الميلاد. واعلن برودي خلال مؤتمر صحافي في كيلوز قرب لشبونة أمس انه "لم يطلب اذناً من احد ولن يقوم بذلك" لدعوة العقيد القذافي الى بروكسيل. وقال رداً على سؤال في هذا الصدد ان هذه الدعوة هي من "صلاحياته". واضاف: "لا اعلم متى ستتم هذه الزيارة، لقد حصل تبادل لوجهات النظر مرات عدة خلال الاسابيع والاشهر الاخيرة حول هذا الموضوع". وتابع رئيس المفوضية ان هذا الاجتماع "سيجري بوضوح وسيتم خلاله البحث في كل المشاكل". وكان ناطق باسم المفوضية الاوروبية أعلن قبل ذلك ان ليبيا وافقت على التزامات عملية برشلونة التي تشكل قاعدة الحوار الاوروبي - المتوسطي لكنها احتجت على عضوية اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال غونار ويغاند الناطق باسم مفوض العلاقات الخارجية كريس باتن ان هذا الاحتجاج الذي ورد في رسالة شفوية نقلتها طرابلس الاسبوع الماضي الى بروكسيل "غير مقبول". واضاف الناطق ان طرابلس تعتبر "ان ليس من المفترض ان تشكل اسرائيل والسلطة الفلسطينية جزءا من عملية برشلونة طالما لم يتم التوصل الى اتفاق لحل خلافهما"، مشيرا الى ان "هذا الموقف غير مقبول". وتابع: "ليس من المطروح استبعاد اي من الاعضاء ال27 في عملية برشلونة"، مشيرا الى انه "في حال لم تغير ليبيا رأيها فانها ستبقى خارج هذه العملية". وذكّر ناطق باسم المفوضية أمس بأن برودي "يؤيد من المنطلق السياسي بدء حوار مع ليبيا" كما "يؤيد زيارة العقيد القذافي للمفوضية". واكد ان موقفه الذي اعلنه الاسبوع الماضي "لم يتغير" لكنه ذكر في الوقت نفسه ان هناك "اطاراً سياسياً وقانونياً صارماً" يحدد العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والدول المطلة على المتوسط. وتابع ان مناقشة العلاقات مع ليبيا وزيارة القذافي المحتملة لبروكسيل ستتم "في ضوء الاحداث الاخيرة"، في إشارة الى مصادرة بريطانيا شحنة صواريخ "سكاد" في تحد لحظر التسلح المفروض عليها. وكانت مكونات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس كيماوية وبيولوجية إكتُشفت في مطار غاتويك في الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد عملية تفتيش دقيقة لموظفي الجمارك والرسوم الضريبية. ولم يتم الاعلان عن هذا الاكتشاف إلا في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وفي تايبيه، نفت شركة تايوانية تورطها في شحنة الصواريخ بعدما أفادت صحيفة بريطانية ان الشحنة واردة بعنوان شركة صينية للنسيج تسمى "هونتكس". وهي شركة تابعة للشركة الام التي تحمل اسم "نام ليونغ" والموجودة في تايوان. وصرح وانغ تيههسيانغ نائب مدير شركة "نام ليونغ" في مؤتمر صحافي بأن "هونتكس ليست الاسم المسجل لشركتنا، إنها ماركة مسجلة. وبإجراء عملية تقصٍ وتحقق على الانترنت اتضح أن هناك خمس شركات في هوغ كوغ تستخدم الماركة نفسها". وذكرت صحف أن الشرطة التايوانية فتشت منشآت شركة "نام ليونغ" ولم تعثر على شيء.