جاء في التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 1999 أن أسعار النفط الخام تراجعت عام 1998 إلى أقل مما كانت عليه خلال العشرين عاماً الماضية، متخطية بذلك عام 1986 الذي كان مثالاً على تدني الأسعار. وأفاد التقرير ان معدل أسعار سلة خامات "أوبك" بلغ عام 1998 نحو 3.12 دولار للبرميل مقارنة مع عام 1986. وأشار التقرير، الذي أعدته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق النقد العربي ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط أوابك إلى أن مستوى أسعار النفط عام 1998 يعتبر الأدنى منذ عام 1973 عند استبعاد معدل التضخم، حيث بلغت فيه الأسعار 5.9 دولار للبرميل مقابل 5.14 دولار عام 1998 بسعر 1995. وذكر ان التدهور الكبير في أسعار النفط نجم عن تعرض السوق النفطية العالمية عام 1998 إلى مجموعة من الظروف أدت إلى حدوث اختلال كبير في ميزان العرض والطلب، من أبرزها تقلص الاستهلاك في دول جنوب شرقي آسيا نتيجة الأزمات الاقتصادية والمالية فيها، والوضع الاقتصادي في روسيا، إضافة إلى اعتدال فصل الشتاء. كما شهد العرض تطورات أخرى من أبرزها ارتفاع الامدادات النفطية الدولية بعد قرار منظمة "أوبك" في مؤتمر جاكرتا تشرين الثاني/ نوفمبر 1997 رفع سقف انتاجها بنحو 5.2 مليون برميل يومياً، مما أدى إلى وفرة الامدادات الدولية وحدوث تخمة نفطية تمثلت في ارتفاع مستوى المخزونات في الدول الصناعية، فيما لم تتمكن آليات السوق من إعادة التوازن بين العرض والطلب، ونتج عنه تدهور أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ مطلع الثمانينات. وأشار التقرير إلى ان السوق النفطية العالمية عام 1998 اتسمت بضعف كبير في الطلب، وبلغ حجم الزيادة في الطلب الدولي نحو 300 ألف برميل يومياً، مقارنة مع ما بين مليون ومليوني برميل يومياً في الأعوام السابقة. واتخذت السوق النفطية اتجاهاً مغايراً للاتجاه الذي ساد خلال الفترة بين 1994 و1997 التي حققت فيها زيادات سنوية تصاعدية وذلك من 5.1 في المئة إلى 8.2 في المئة مقابل 5.0 في المئة عام 1998. ويعود انحسار الطلب الدولي على النفط إلى أسباب رئيسية، منها تراجع معدل النمو في الاقتصاد العالمي من 1.4 في المئة عام 1997 إلى 2 في المئة عام 1998 . راجع صفحة 10