المطر الذي تأخر، هذا الشتاء، واستدعى صلوات استسقاء وسط مخاوف من جفاف وتصحر، عوَّض هذا التأخر بغزارة هلل لها اللبنانيون، ولا سيما منهم المزارعون، على رغم ما رافقه من صقيع وأضرار طاولت بعض المناطق. واذ اكتست الجبال بالأبيض، وهطل الثلج بدءاً من ارتفاع 800 متر، استغل هواة التزلج الوضع، وملأوا الساحات في الأرز واللقلوق وفاريا، على رغم شكواهم من ارتفاع الاسعار، في حين توجهت عائلات كثيرة الى الجبال لتمضية ساعات في اللهو بالثلج، الامر الذي يستهوي الصغار خصوصاً. وانخفضت درجات الحرارة، وتفاوتت بين ثمان مئوية و17 على السواحل وفي الداخل، وبين 1 تحت الصفر و7 في المناطق الجبلية، وبين 2 تحت الصفر و10 في البقاع. وقطع تراكم الثلوج طرقاً عدة خصوصاً بين حدث بعلبك وعيون السيمان، وبين عيناتا والأرز، في حين نشطت الجرافات في إزالة الثلوج عن طريق بيروت - دمشق، خصوصاً في محلة ضهر البيدر. وتستمر كتلة هوائية باردة في السيطرة على الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط، ويتأثر بها لبنان الذي سيشهد سقوط امطار في اليومين المقبلين وعواصف رعدية. وأدت الامطار الغزيرة التي هطلت بعد ظهر اول من امس وحتى ساعات الليل الاولى، الى إلحاق اضرار جسيمة بمحال تجارية ومنازل في محلة البحصاص، قرب طرابلس شمال لبنان، اذ اجتاحتها المياه، وأتت على محتوياتها. وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي منطقة البحصاص وأعطى توجيهاته بضرورة الاسراع في معالجة الوضع. وكشف ان الاضرار كبيرة، موضحاً انه سيسعى قريباً الى تفادي حوادث كهذه، خصوصاً لجهة تنظيف المجارير.