يعاود الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة غداً الجمعة الحملة الشعبية التي يقوم بها من أجل الاستفتاء على "قانون الوئام الوطني"، من باتنةمسقط رأس سلفه الرئيس اليمين زروال وفي حضوره. وينتقل مساء الى سطيف على ان يخصص يومي 12 و13 الجاري لولايات الاغواط وبجاية وتلمسان ووهران، ويختتم الحملة الثلثاء المقبل، أي قبل يومين من موعد الاستفتاء، في محافظة الجزائر الكبرى. وكان ألقى خطباً في تيبازا وبشار وتيارت وتيزي وزو وعنابة وحاسي مسعود. وشدد بوتفليقة، في هذه الخطب وامام مستمعيه من الجزائريين، ان دولتهم مريضة وخزانتها فارغة وان الحل الوحيد هو عودة الأمن والاستقرار عبر مشروع الوئام المدني. وحمّل فترة حكم الرئيس السابق الشاذلي بن جديد مسؤولية هذه الأوضاع، وعدم الجرأة في حل المشاكل، كما حمّل دول الجوار مسؤولية الدعم والحماية للارهاب، مؤكداً على ان في حوزته أدلة تثبت ذلك، وذهب الى حد تأكيد "ان مفاوضات الجيران مع الغرب كانت على حساب الجزائر التي أصبحت البقرة الحلوب". ولقيت خطب بوتفليقة تجاوباً شعبياً كبيراً، مما جعل الاحزاب السياسية تلتف حول مشروعه. فالقطب الديموقراطي ممثلاً في سعيد سعدي، ورضا مالك ونورالدين بوكروح، وسيد أحمد غزالي انضموا الى مشروع الوئام، على رغم انتقاده لبعضهم عندما قال في تجمع في ولاية ورفلة: "كان الديموقراطيون يختبئون وراء طابور الجيش". وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر، يجتمع التيار اللائكي العلماني والتيار الاسلامي مع التيار الوطني على تأييد مسعى الرئيس. الاسلاميون ساندوا بوتفليقة لأنه يعارض قيام دولة علمانية في الجزائر، وهو ما عبر عنه بصراحة في تجمعات عدة. واللائكيون يبررون التحاقهم بمسعى الرئيس، لأنه أعلن رسمياً رفضه لقيام دولة اسلامية في الجزائر. لكن غالبية المحللين السياسيين بدأت تتساءل عن شكل الدولة التي يريدها. حملة الاستفتاء في اسبوعها الثالث والأخير ستكون "ساخنة" مع دخول قادة المجتمع المدني والسياسي الى الحلبة. فالسيد عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الشعب بدأ الحملة من وهران، والسيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائري، بدأها من تيارت. وأحمد اويحيى رئيس التجمع الديموقراطي الوطني انتقل الى الشلف والسيد بوعلام بن حمودة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عاد الى البلاد وانضم الى صفوف المؤيدين. أما المعارضة فتبدأ حملتها بقوة اليوم مع الدكتور احمد طالب الابراهيمي في باتنة عشية المهرجان الذي ينشطه بوتفليقة. كما ينتظر ان تبدأ جبهة القوى الاشتراكية بزعامة آيت أحمد نشاطها المعارض للمسعى الرئاسي من بجاية وتيزي وزو. وكانت المعارضة أخذت على المشروع الرئاسي بأنه "غامض" و"غير كاف"، والسؤال الآتي: "هل انت مع أو ضد مسعى الرئيس في السلم والوئام الوطني" والذي سيطرح على الاستفتاء غير محدد، اذ انه لا يشكل استفتاء على قانون الوئام وانما على برنامج بوتفليقة ككل.