أفادت حركة الوفاق الوطني العراقي ان برزان ابراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس صدام حسين تقدم "برجاء الى احد قادة الخليج العربي لقبوله لاجئاً فيها" وأكدت ان الموافقة على الطلب تمت على رغم جميع المحاولات التي ابداها الرئيس صدام حسين لثني قائد الدولة الخليجية عن ذلك. وأشار بيان صحافي لناطق رسمي في الحركة ان التكريتي كان اجرى العديد من الاتصالات مع دول عربية وأجنبية طالباً منحه حق الاقامة فيها قبيل عودته الى بغداد في كانون الاول ديسمبر 1998، وأكدت ان جميع طلبات التكريتي الذي كان يشغل منصب السفير العراقي في المقر الاوروبي للأمم المتحدة في جنيف جوبهت بالرفض القاطع مما اضطره للعودة الى بغداد. ولفت البيان: "بعد مكوث قصير في بغداد توصل برزان الى قراءات لأوضاع لم تكن في صالحه خصوصاً وان جميع اشقائه يعانون من اوضاع لا يحسدون عليها، فقرر العودة الى سويسرا هرباً من المصير الذي كان ينتظره على يد صدام وابنيه عدي وقصي". وكانت مصادر عراقية موثوق بها قالت ان التكريتي وصل الى جنيف اواخر تموز يوليو الماضي من بغداد عبر الأردن. وعن عدم بقاء التكريتي في سويسرا قريباً من عائلته التي كان ابقاها في جنيف بعد وفاة زوجته بالسرطان ودفنها هناك، أفاد بيان حركة الوفاق الوطني العراقي انه "لم يشعر بالأمان في محطته الجديدة فتوارى عن الأنظار خوفاً من الملاحقات القضائية والقانونية التي بدأت رموز السلطة تتعرض لها اثناء وجودها خارج العراق والتي تستهدف تقديمهم الى القضاء لمحاكمتهم على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبوها ضد الشعب العراقي وشعوب المنطقة"، في اشارة الى تعرض نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزت الدوري الى احتمالات تقديمه للمحاكمة بصفته "مجرم حرب" بعد طلبات قدمها ناشطون من النمسا في مجال حقوق الانسان ومعارضون عراقيون اثناء وجوده في فيينا للعلاج. الى ذلك، قالت مصادر عراقية موثوق بها ان المدير العام في جهاز المخابرات العراقي احمد الجعفري، وهو احد الموالين للتكريتي وعمل معه اثناء ترؤسه لجهاز المخابرات، نقل لبرزان معلومات تفيد ان نجلي الرئيس عدي وقصي عقدا العزم على معاقبته، كما نقل له نبأ الحكم على ياسر ابن سبعاوي ابراهيم أخ التكريتي لمدة 20 سنة. وأضافت المصادر ان الرئيس صدام حسين سمح لبرزان التكريتي بمغادرة العراق للقاء عائلته في سويسرا، لافتة الى ان نية التكريتي في الاستقرار خارج العراق "نضجت" حين تبلغ قرار نقله من سويسرا الى بغداد الذي اصدره الرئيس صدام حسين في تموز يوليو 1998 وتعيين الدكتور محمد الدوري سفيراً في جنيف بدلاً منه. وأكدت انه اجرى مجموعة اتصالات مع دول عربية وغربية بهدف الحصول على اقامة فيها الا ان طلبه قوبل بالرفض. وأشارت المصادر ذاتها الى محاولات للرئيس صدام حسين قصد منها "مصالحة التكريتي مع عدي وقصي" وقالت ان تلك المحاولات فشلت بعد رفض نجلي الرئيس بدء مرحلة جديدة مع عمهما. واضافت ان قصي بصفته المسؤول عن الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري اصدر أوامر بإلقاء القبض على مجموعة من المحسوبين على برزان اثر عودته الى بغداد بلغت 12 شخصاً وتم التحقيق مع عدد آخر ابرزهم مدير الحرب النفسية في جهاز المخابرات الدكتور عبدالستار الجنابي الذي يوصف باعتباره اقرب المقربين لبرزان. وزادت المصادر ذاتها ان برزان التكريتي برغم حرصه على اعتزال الحياة الاجتماعية خلال الشهور السبعة التي قضاها في بغداد، ظهر لثلاثة ايام متتالية في الفاتحة التي اقامها رعد حماد شهاب ابن وزير الدفاع العراقي الذي قتله صدام اثناء محاولة انقلابية لناظم كزار مدير الأمن العام 1972. وكانت زوجة رعد حماد شهاب قتلت من دون معرفة القاتل فيما اشيع ان المقصود بالقتل كان رعد ذاته، واعتبر حضور برزان مجلس الفاتحة تضامناً معه وتصعيداً لموقفه المضاد لنجلي الرئيس عدي وقصي.