وصل ظهر أمس مارتن انديك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط الى الجزائر في زيارة عمل تستمر يومين. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان انديك يحمل رسالة من الرئيس بيل كلينتون الى نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تدعوه الى الاسهام في إنجاح المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وذلك باستضافة مفاوضات احدى اللجان. وينتظر ان يعقد مارتن انديك صباح اليوم ندوة صحافية يعرض خلالها الموقف الجزائري من الطلب الأميركي. ومن جهة أخرى، اعتبر كاميرون هيوم السفير الأميركي في الجزائر في حديث الى صحيفة "الجمهورية" ان "للجزائر مصلحة في إحلال السلام بالشرق الأوسط، وفي استطاعتها لعب دور مهم لاتمام هذا الهدف من خلال التعاون مع دول المنطقة التي لها علاقة بمسار السلام والشروع في مسار تطبيع العلاقات مع اسرائيل، ذلك لأن لاسرائيل دوراً مهماً في المنطقة". وسئل عن الزيارة المرتقبة للوزيرة مادلين اولبريت للجزائر فأجاب: "اننا ننتظر اقامة علاقات مشتركة على أعلى مستوى مع الحكومة الجزائرية"، مؤكداً ان "الجزائر على درب التحول الايجابي. والولايات المتحدة تدعم مواصلة هذا البلد لمرحلة التطور الذي يعيشه". ويرى محللون سياسيون ان العلاقات الأميركية - الجزائرية التي شهدت فتوراً بعد توقيف المسار الانتخابي، استعادت بهدوء حرارتها بعد انتخاب الرئيس اليمين زروال. اذ قامت المصارف الأميركية بجدولة ديون الجزائر المقدرة ب1.2 بليون دولار. كما أدرجت وزارة الخارجية الأميركية في 1997 "الجماعات الاسلامية المسلحة" ضمن قائمة المنظمات الارهابية، مما ترك ارتياحاً كبيراً لدى السلطة الجزائرية آنذاك. ويمثل الاستثمار الأميركي في مجال المحروقات والغاز 30 في المئة من مجموعات الاستثمارات الأجنبية، ولا يستبعد أن ترتفع النسبة بدخول مستثمرين أميركيين جدد. ويراهن المنتجون الأميركيون على السوق الجزائرية التي بدأت تنفتح على منتوجاتهم في المجالات التكنولوجية المدنية، ولا يستبعد أن ينعكس التقارب على شراء الجزائر أسلحة أميركية. الوضع الامني على صعيد اخر أ ف ب ذكرت الصحف الجزائرية امس ان 18 شخصاً قتلوا، معظمهم على ايدي اسلاميين مسلحين في منطقة القبائل في اليومين الماضيين في اعمال عنف في الجزائر. فقد قتل تسعة اشخاص عصر السبت عند "حاجز مزيف" اقامته عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب في منطقة القبائل شرق الجزائر. وبين ضحايا المجزرة، الاسوأ التي تقع في منطقة القبائل، حارس مرمى فريق "شبيبة القبائل" لكرة القدم زاهر الطيبي 37 عاماً الذي قتل بالرصاص ثم احرق داخل سيارته مع مقاول وشرطي. وأقيم الحاجز المزيف على هذه الطريق الجبلية التي تربط بين ذراع الميزان وتيزي وزو، بين الخامسة والسابعة مساء. وفي منطقة القبائل قتل عنصران من الحرس البلدي وخمسة اسلاميين مسلحين السبت في اشتباك في البويرة. ووقع الاشتباك غداة الكمين الذي نصب الجمعة في المنطقة وأدى الى مقتل عسكريين قرب محطة تيكجدا لتوليد الطاقة. كما عثر على شرطي قتل ذبحاً صباح الاحد قرب غليزان غرب. وكان الشرطي خُطف على "حاجز مزيف" عندما كان يستقل سيارة مع افراد عائلته. وفي اليوم نفسه قتل أحد "الوطنيين" مدني مسلح في اشتباك مع مجموعة مسلحة في منطقة سيدي بلعباس غرب. وتشهد الجزائر مجددا دوامة عنف حيث ينظم استفتاء في 16 ايلول سبتمبر الجاري على "الوئام المدني" المفترض ان يعيد السلام الى البلاد.