أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة ابائهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل، الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع حنان ابنة الاديب الراحل محمد عبدالحليم عبدالله الحاصلة على ليسانس في الأداب قسم الاجتماع والتي تعمل مذيعة للأخبار في التلفزيون المصري. ماذا أخذت عن والدك محمد عبدالحليم عبدالله؟ - والدي توفي وأنا صغيرة جداً، إضافة الى أنه أبي ومثلي الأعلى، يمثل لي مسؤولية، لأنني اعتبره من علامات الأدب العربي عموماً والرومانسي تحديداً، والجميع ينظر اليّ نظرة عادية، وحين يعرفون أنني ابنة عبدالحليم عبدالله يعيدون تقويمي. ولك أن تتصور مدى حرصي على الاسم الكبير الذي أحمله سواء في شخصي أو حياتي الخاصة أو العملية، وقد أخذت عن والدي أشياء جميلة وذكريات حميمة، إذ كان إنساناً دافئ المشاعر، ولم يكن تناقض بين فحوى كتاباته وحياته، وقد ورثت عنه هذا الصدق. فيم تتشابهين مع والدك وفيم تختلفين؟ - أشبه والدي شكلاً، كما أنني ورثت عنه ما يميز الأدباء وهو الاحساس الزائد، واختلف عنه في فروق العصر لأن لكل منا عصره. ألم تفكري في كتابة القصة أو الرواية؟ - حاولت كثيراً ولا أعرف إذا كانت محاولاتي جيدة أم لا فلم أعرضها على اختصاصي، لأنني مثل ابناء الكثيرين من الادباء والكتاب لدي حالة من الجبن من أن ما تكتبه ليس في مستوى كتابات الآباء. وماذا يعجبك من أعمال والدك؟ - تعجبني كل أعماله، وأميل الى الجزء الأخير منها، لأن بداياته منذ "لقيطة" و"بعد الغروب" و"شجرة اللبلاب" كان فيها جزء رومانسي أكبر. في حين شهدت الفترة الأخيرة من كتاباته بداية من "الجنة العذراء" و"للزمن بقية" و"شمس الخريف" تطوراً كبيراً وبدأت شخصياته تأخذ نمطاً جديداً. وإعجابي بهذه الفترة مرجعه شعوري أنها الأقرب الى مشاكل جيلنا. عملك قارئة لنشرات الأخبار في التلفزيون، هل جاء مصادفة أم سعيت اليه؟ - العمل الإعلامي كان يستهويني منذ دراستي في الجامعة، ولأن لعلم الاجتماع علاقة بكل شرائح البشر لم أشعر أن دراستي بعيدة عن هوايتي، وعندما عملت في إذاعة البرنامج العام عقب تخرجي، دربوني على قراءة النشرة، وبعدها شاركت في اختبارات التلفزيون للقناة الثالثة ضمن مسابقة داخلية، ونجحت وعملت قارئة نشرة ومقدمة برامج في الفترة من العام 1990 الى 1994، وبعدها انتقلت للعمل في القناة الأولى وعملت في تلفزيون الكويت عامي 1996 و1997 ثم عدت إلى مصر. ومن يعجبك من قراء النشرات الإخبارية؟ - عندما بدأت في قراءة النشرات كنت معجبة جداً بالعمالقة الأربعة أحمد سمير ومحمود سلطان ودرية شرف الدين وزينب سويدان، وسمعتهم جيداً وكنت حريصة ألاّ يقال أنني أقلد أحدهم، ولذا حاولت الانفراد بأسلوب خاص بي ولا أنكر أنني تعلمت أسس قراءة النشرة في الإذاعة. ما المواصفات التي يجب توافرها في قارئ النشرة الجيد؟ - لاپبد أن يكون صوته خالياً من العيوب، ومتمكناً من اللغة العربية وملماً بالانكليزية، ولديه خلفية سياسية حتى يكون واعياً ومدركاً لما يقرأه، وكذا لاپبد أن يتمتع بسرعة البديهة بالاضافة الى الثقافة والتركيز والحضور. وهل تشعرين أن جيلكم يأخذ حقه كاملاً مقارنة بالأجيال السابقة؟ - لكل جيل مشاكله وظروفه، فمن سبقونا كان عددهم قليلاً وهذه ميزة، كما كان التلفزيون المصري هو المرئي الوحيد في المنطقة، كذلك تعلموا على أيدي عمالقة الإذاعة، وهذا على عكسنا، إذ تعددت القنوات والمحطات بشكل كبير، وزاد عددنا زيادة مطردة، لذا فنحن عرضة للمقارنة، ومع ذلك نحاول الاستفادة قدر الامكان ممن سبقونا. وماذا تتمنين تقديمه من برامج؟ - أتمنى عمل برنامج متميز جيد الإعداد ويمس مشاكل المواطنين في شتى المجالات. ما هواياتك وأحلامك؟ - هواياتي متواضعة وتتمثل في الرحلات والقراءة والسينما، وأحلم أن نغرس كجيل في وجدان الجمهور الاحترام والتقدير والاقناع الذي نجح السابقون في غرسه وأعتقد أننا إذا استطعنا ذلك سنكون نجحنا بكل تأكيد.