ابناء الشخصيات البارزة ثقافياً او سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون واين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع المخرج الشاب هشام اسامة انور عكاشة 34 عاما الحاصل على بكالوريوس التجارة وبكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم الاخراج. لماذا اتجهت الى دراسة الإخراج من دون غيره من اقسام معهد السينما؟ - اثناء دراستي في الثانوية العامة تخيلت ان اهتمامي بالسينما خاصة وبالفن بشكل عام مجرد تأثر بالجو المحيط، ولكن اثناء دراستي في كلية التجارة اكتشفت ان المسألة تلح عليّ بشدة، وأن في داخلي شيئاً أريد التعبير عنه، وتأكد هذا من خلال حضوري المستمر الى المسرح والسينما، ما أكد لي ان مكاني لن يكون مهنياً بأي شكل، فما كان مني إلا أن التحقت بمعهد السينما وكنت أول الدفعة بتقدير امتياز، وشاركت في مشروع فيلم حلم على ثلاثة في مهرجانات عدة. وهل كان لوالدك دخل في اختيارك هذا...؟ - لا... لم يكن له دور على الاطلاق. وهل كونك إبن الكاتب اسامة انور عكاشة، سهل لك اشياء معينة؟. - سهّل على المستوى الشخصي الفني، بمعنى أنه بحكم كوني أعيش مع شخصية فنية فيوجد جدل فني دائم يساعد على نضج واكتمال شخصيتي الفنية بشكل كبير. في المقابل هل تسبب لك هذه العلاقة آية مشاكل؟ - على مستوى العمل تُسبب لي مشاكل عدة... لأننا في مصر نحكم احكاماً عمومية على البشر وعلى حياتنا بشكل عام "فلان دخل الوسط علشان أبوه فلان"، مع أن المواهب الفنية لا تورث. وكان لابد ان يكون الحكم على موهبتي فقط. وتوجد كذلك مشاكل عامة بالنسبة لجيلنا حيث لا توجد فرص متاحة، والفرص لم تأت إلا أخيراً من خلال مدينة الانتاج الاعلامي والقنوات المتخصصة، على رغم أننا تخرجنا من عشرة اعوام وكان من الممكن ان نقدم خلالها شيئاً مشرفاً او نساهم في الانتاجية، على الاقل في مقابل إكتسابنا خبرة أكثر. ما مشاكل الشباب المصري من وجهة نظرك؟ - اننا جيل لم نتسلم الراية من أحد ولا نعلم لمن نسلمها. ومن وجهة نظري توجد ظاهرة عامة في مصر هي غياب المنهج العلمي في التفكير والسلوك. وما مشاكل شباب المتخرجين، ورأيك في الخطوات الأولى لبعضهم؟ - نحن جيل سيئ الحظ لأننا تخرجنا والسينما تنهار، ولا يوجد من يؤمن بنا كجيل من حقه التعبير عن نفسه سينمائياً، وقد يستطيع هذا الجيل في النهاية النهوض بصناعة السينما، فلماذا نصادر على فرصهم. ومن وجهة نظري ان ازمة السينما في النهاية هي ازمة ثقة متبادلة بين المبدعين ومصادر الانتاج والجمهور، ولن استطيع ان اصف سعادتي عندما وجدت ابناء جيلي يخطون للامام امثال ساندرا نشأت وعادل أديب وايهاب راضي، وشعرت أن في هذا إضافة لي على المستويين الشخصي والفني، وأن الدور لي ولزملائي الآخرين امثال احمد ماهر وياسر زايد واحمد عبدالحميد وسعد هنداوي وكاملة ابو ذكرى وغيرهم، واعتقد ان هؤلاء سيكونون ذخيرة حية من دون التفرقة ما بين الفيديو والسينما. ماذا يعني لك اسامة انور عكاشة؟ - على المستوى الشخصي هو صديق عمر واخ أكبر وأب عظيم، واعتبره على المستوى الفني ذخيرة فنية كبيرة لي، وبالتأكيد نهلت منه جزءاً كبيراً من معارفي الفنية. وهل يدور بينكما نقاش في اعمالكما؟ - لا تجمعنا مناقشات عمل إلا إذا جمعنا شُغل، هو كمؤلف وأنا كمخرج، إنما في العموم نتناقش في اعمال غيرنا سواء محلية او اجنبية، ونتحدث بشيء من التحليل، وهذه المناقشات تكون ثرية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ. وهل توجه له انتقادات او ملاحظات؟ - والدي يسمعني جيداً، ولا يضيق صدره بالنقد من احد وتحديداً مني، وأنا حريص في المقابل ان يشاهد اي عمل لي لأستفيد من ملاحظاته، والمسألة بيننا فيها حرية تامة. وما اقرب اعماله الى قلبك؟ - تعجبني من بين اعماله الكثيرة ثلاثة اعمال، الاول فيلم "الهجامة" من اخراج محمد النجار لأنه ناقش في شكل اقرب الى الاجتماعي التسجيلي احداث 18 و19 كانون الثاني يناير، وهذه القضية كان والدي اول من تحدث عنها، الى جانب الجرأة الشديدة التي ميزت الفيلم. والعمل الثاني مسلسل "وقال البحر" الذي اعتبره من أعلى النصوص درامياً لوالدي واخراجياً لمحمد فاضل. أما العمل الثالث فهو "عابر سبيل" الذي اقترب من مناطق فلسفية عدة فهمها الناس بشكل كبير وهذا صعب جداً على مستوى التكنيك من وجهة نظري. من يعجبك من المخرجين محلياً وعالمياً؟ - محلياً، كمال سليم وشادي عبدالسلام وتوفيق صالح وعاطف الطيب ومحمد خان، وعالمياً، ميلوش فورمان، وسكور سيزي، وجون فرانكين هايمر، وكيروساوا، وفيسكونتي. ما هواياتك؟ - السينما كمشاهدة واحتراف. سماع الموسيقى الكلاسيكية. القراءة. ماذا تعني لك الصداقة، وهل اصدقاؤك من الوسط الفني ام من خارجه؟ - في وقت من الاوقات تشعر ان صديقك أقرب اليك من اي شخص آخر في الدنيا لأن الأبواب تُفتح بينكما من دون رقابات لوجود الشفافية والنقاء، وانا لي اصدقاء من خارج الوسط من ايام الثانوية والجامعة، ومن الوسط ياسر زايد واحمد عبدالحميد وآخرون. وأين تقضي وقت فراغك؟ - في شيئين، الاول مع ابنتي هانيا والثاني في مشاهدة افلام الفيديو الاوروبية والاميركية. وهل للوالدة علاقة بالفن؟ - لا... ولكنها مشاهدة جيدة. وهل يوجد أحد من اخوتك له ميول فنية؟ - شقيقتي الصغرى نسرين الطالبة في كلية الاعلام - قسم الاذاعة والتلفزيون، لديها ميول فنية كبيرة في الاخراج، وأتوقع لها مستقبلاً كبيراً فيه.