أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً او سياسياً او اجتماعياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم او امهاتهم، وللبيوت التي نشأوا فيها؟ اين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما نحاول تلمسه مع مذيعة التلفزيون هبة رشوان إبنة الممثل القدير رشوان توفيق. ماذا أخذتِ عن والدك رشوان توفيق؟ - تعلمت من والدي الكثير، مثل الالتزام الشديد، والجدية، وأن تكون للحياة اهداف يسعى الإنسان الى تحقيقها. وحتى اوقات الراحة لابد ان تستغل لتحقيق هذه الاهداف. - هناك ايضا صفات تعلمتها من والدي وقد افادتني في عملي كمذيعة في التلفزيون المصري، كدقة المواعيد، فمثلا حين يكون لدي برنامج على الهواء أتوجه قبل موعد البرنامج بساعتين، وهذا ما يحدث مع برنامج "مساء الخير"، لأن الحضور قبل الموعد يعطيني الفرصة للإعداد جيداً لما سأقدمه. متى بدأتِ عملك في التلفزيون؟ - انا حاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الانكليزية عام 1986. وقد بدأت حياتي كمذيعة في عام 1990 في القناة الثالثة، ثم في 1991 عملت في القناة الاولى والفضائية المصرية. هل كان لوساطة والدك دور في عملك كمذيعة؟ - في عام 1986 وبعد تخرجي ذهبت مع والدي الى مكتب السيدة سامية صادق للعمل كمذيعة، وهناك فوجئت ان امتحانات المذيعين والمذيعات قد انتهت، وأعلنت نتائجها، فما كان من السيدة سامية صادق الا ان حررت لي عقداً للعمل كمعدة برامج في القناة الثالثة، وكنت وقتها أتدرب مع المذيعات والمذيعين الجدد في القناة الثالثة، وبعد اربع سنوات كانت مسابقة اخرى لتعيين مذيعات جديدات، وتقدمت وقتها، ولكن من دون وساطة أبي، الذي بدأ يرفض عملي في مجال الإعلام لإرهاقي الشديد في العمل. لكن مع إصراري على العمل كمذيعة، تقدمت للامتحان، وكانت اللجنة التي امتحنتني مكونة من الاستاذ سعد لبيب والكاتب انيس منصور. وكان امتحاناً صعباً جدا، لكنني نجحت، وتم تعييني في القناة الثالثة عام 1990. لمن تدينين بالفضل؟ - في كل مرحلة في حياتي كمذيعة وجدت من يساعدني ويرشدني ويوجهني، فمثلاً بعد تعييني كمذيعة في القناة الثالثة وجدت السيد مدحت زكي يساعدني، ولا انسى فضله في توجيهي، كذلك اثناء عملي في القناة الاولى، لا انسى فضل المذيع الراحل احمد سمير الذي علمني الكثير، وكان ذا فضل عليّ، اذ أزال عني رهبة الظهور على الهواء، فكنت اقدم برنامج "اليوم المفتوح" من الساعة العاشرة صباحاً الى السادسة مساءً، كما قدمت حفلات المنوعات التي كانت تذاع على الهواء مباشرة، وهناك مرحلة اخرى، وهي اثناء عملي في القناة الفضائية المصرية عام 1991 مع السيدة سهير الاتربي فقد تعلمت منها الكثير. هل فكرتِ يوماً ان تعملي في التمثيل كوالدك؟ - حين كنت صغيرة حلمت بالعمل كممثلة، لكن والدي كان يرفض بشدة، وعدما وصلت مرحلة الثانوية العامة، بدأت افكر في ان اعمل مذيعة. وكنت اعد لذلك، فتعددت قراءاتي. وما اهم قراءاتك والكتّاب المفضلين لديك؟ - احسان عبدالقدوس وعبدالحميد جودة السحار ويوسف السباعي وامينة السعيد وشكسبير. وكان والدي يشجعني دائما على القراءة. هل تتمنين عمل ابنتك مذيعة؟ - ابنتي نورهان 7 سنوات. ترفض العمل كمذيعة، وأنا ايضاً ارفض عملها كمذيعة لما اعانيه من مشقة من جراء هذه المهنة، كما ان زوجي المخرج شريف عبداللطيف يرفض ان تعمل ابنتنا مذيعة. فيم تتشابهين مع والدك؟. - اشبه والدي في الشكل، وفي طريقة التفكير، حتى ان والدتي وهي ربة منزل تؤكد انني رشوان توفيق "المستنسخ". ماذا يعجبك من اعمال والدك؟ - كل أعماله الفنية تعجبني، لا سيما في مسلسلي "الحاوي" و"امرأة من زمن الحب". من اصدقاؤك المقربون؟ - اصدقائي قليلون على رغم انني اجتماعية جداً، لكن الزمالة شيء والصداقه شيء مختلف. وقد خرجت بصديقة واحدة هي المذيعة يمنى حسن، فصفات كثيرة مشتركة بيننا، والعلاقة بيننا علاقة أسرية جداً. هل تعتقدين ان جيلك أخذ حقه؟ - من جيلي يمنى حسن وامنية مكرم ودينا كفافي وسحر عباس وحياة عبدون وعلاء بسيوني و18 مذيعاً ومذيعة ناجحة ولامعة. وأعتقد ان جيلي اخذ حقه، وكلّ شق طريقه، واستطاع ان يثبت وجوده حتى لو كان سبب عمله "الوساطة"، لكن الوساطة شيء والاستمرار والتفوق اللذين اثبتهما عدد كبير من المذيعين والمذيعات من دفعتي شيء آخر. ما طموحاتك؟ - على المستوى الإنساني ان أنجح في عملي، وأن اصعد السلم درجة درجة في مهنتي كمذيعة. وأن يمد الله في عمر والدي. اما طموحاتي الأخرى فإن ارى بلدي مصر تواصل مسيرة البناء والتقدم.