ابناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو امهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما نحاول أن نتلمسه مع الفنانة رانيا محمود ياسين ابنة الفنان محمود ياسين والفنانة المعتزلة شهيرة. ماذا أخذت عن والدك ووالدتك؟ - اكتسبت منهما الكثير، وأهمها الصراحة والالتزام والمسؤولية واحترام الانسان لذاته وللآخرين. هل كانت شهرة والديك دافعاً لدخولك مجال السينما؟ - أعتقد أن أكبر مشكلة تواجهني وتواجه ابناء النجوم هي اتهامهم بالاعتماد على شهرة الأب أو الأم، دون النظر بموضوعية الى موهبتهم الحقيقية، وأنا لا أنكر مساندة والدي ووالدتي لي، لكني أعتقد أن وقوف والدي الى جواري جاء بعد اقتناعه بموهبتي، وتأكده من تحملي كل الصعاب وحبي الحقيقي للتمثيل. لم تدرسي الفن، لكنك كنت مصرة على احترافه.. لماذا؟ - والدي كان يتمنى إبعادي عن مناخ الفن المرهق بأي وسيلة، لأن مشوار الفنانين صعب وحياتهم ليست سهلة، ولذلك عندما طلبت منه مساعدتي في هذا المجال، وكنت وقتها في المرحلة الإعدادية، رفض بشدة وقال: إن عليّ أن أنسى هذه الفكرة تماماً. ولأنني أحب الفن، وتعلقت به كثيراً، فقد عدت بعد الثانوية العامة لمناقشة موضوع التمثيل، وطلبت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكن والدي رفض مجدداً خوفاً من أن انشغالي بالفن قد يبعدني عن إكمال تعليمي الجامعي، وعندما حصلت على الليسانس في كلية الآداب، وتأكد من إصراري ورغبتي في التمثيل، لم يمانع وقدمني في فيلم من انتاجه هو "قشر البندق". هل يتدخل والدك ووالدتك في اختيار أعمالك؟ - هما لا يتدخلان لكننا نتبادل الآراء، فالفتاة المصرية تلجأ الى أمها وتستعين بتجربتها، وهذا ليس عيباًَ، لا سيما إذا كنت مترددة في قبول عمل معين، أما الوالد فلا شك أنني اتطلع الى الاستفادة من خبراته الواسعة. ماذا يعجبك من أعمال والديك؟ - أحب أعمال والدي الى قلبي مجموعة من الافلام التي قدمها للسينما منها فيلم "حب وكبرياء" والفيلم الذي جسد فيه شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، و"الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الخيط الرفيع". أما أحب أعمال والدتي واقربها الى فيلم "رحلة الشقاء والحب" ومسلسل "مخلوق اسمه المرأة" وهي مجموعة حلقات تلفزيونية منفصلة. من وجهة نظرك ما القضية التي تشغل بال الشباب حالياً؟ - القضية التي تشغل بال شباب اليوم تختلف عن قضايا جيل الخمسينات والستينات والسبعينات، إذ كانت قضايا هذه الأجيال سياسية واقتصادية، وابرزها تحرير الأرض، والتحرير الاقتصادي، والقضاء على الفقر، أما جيل اليوم فيعاني من التقليد الأعمى للغرب، ففقدنا تقاليدنا المصرية وعاداتنا التي ورثناها من الآباء، فهو جيل بلا هوية، مضطرب، ولا يعرف كيف يتعامل مع التقدم العلمي والتكنولوجية والكمبيوتر وعصر المعلومات، وكيف يؤهل نفسه لمواكبة ومواجهة هذه التحديات السريعة، فليس أمامه سوى التمسك بالعلم والثقافة. هناك تشابه كبير بين أدائك وأداء والدتك.. فما رأيك؟ - يزعجني ما يقال من أنني أقلد والدتي في أدائها التمثيلي، أما مسألة التشابه الصوتي أو الشكل فهذه أمور لا أتعمدها، يعني عوامل وراثية، ثم أنني بالضرورة استمد تركيبتي الانسانية والنفسية وحتى الجسمانية منها، أنا قطعة منها، وهذه مسألة تسعدني، وأتمنى أن يرزقني الله بابنة لتكون صورة طبق الأصل من أمي. ومن أحب الاصوات الى قلبك؟ - أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش. ومن الجيل الحالي هاني شاكر، وأنغام، وعلي الحجار.