إنتهت الإمتحانات وأُعلنَتْ النتائج ومعها انتهى عام جامعي طويل تعاقبت فصوله وتداخلت أحداثه المتسارعة والمتناقضة على حرم كلية الإعلام وداخل أروقتها. خلافات إدارية، إقالات واستقالات تزامنت مع إعلان النتائج وبدأت العطلة الصيفية بدرجات مرتفعة جداً هذه السنة لكن بعلامات منخفضة عند بعض الطلاب إن لم نقل مخفّضة لغايات في نفس يعقوب. إضافة إلى الشمس الساطعة التي حرقت ليس فقط وجوه الطلاب وأجسادهم بل أيضاً قلوب الذين أرسبتهم التصحيحات المفبركة والعلامات المعلّبة، وأتت النتائج ليس على اساس "من درس نجح" بل على اساس "علي يرث أو علي لا يرث". وأتى حساب حقل الطلاب على عكس حساب حقل المصححين، لكن الى متى ستبقى الجامعة اللبنانية في بعض كلياتها خاضعة للتجاذبات الحزبية والسياسية، وبالتالي نتائج الإمتحانات فيها خاضعة هي أيضاً للسياسات المتناقضة وللمحسوبيات؟ قيل في الإمتحان يكرم المرء ولا يهان، لكن عند النتائج الأهم أن لا تُهان بعلامات ليست لك تعطى لغيرك. انها النتيجة النهائية لكن ليست الصحيحة. الصحيح ان الطلاب عادة ينهون عامهم الدراسي ويذهبوا. ينجحون او يرسبون. يمضون العطلة او لا يمضوا فارق بسيط. لكن المفارقة الكبرى ان قلة منهم يعود، والقليل القليل ينجح في الإمتحان الحقيقي، امتحان الحياة امام الله وأمام الناس وفي العمل. هناك لا وساطة ولا محسوبيات، فالحياة والعمل يبقيان المدرسة الكبرى الإمتحان الأهم، المواد والمصحح معاً. وفي الحياة والعمل عندها فقط تُصنّف إما راسباً أو ناجحاً. بيروت جورج الحوراني