استكملت شركة "دلتا اويل" التابعة لمجموعة نفطية أسسها رجل الاعمال السعودي بدر العيبان شراء حصة كبيرة في شركة نفط كندية ناشطة في عمليات التنقيب عن النفط والغاز والانتاج في تونس ومصر. وكشف رئيس شركة "سنتوريون انيرجي انترناشيونال" الكندية سعيد عراطة ل"الحياة" امس ان "دلتا اويل" تملكت حصة 25 في المئة من اجمالي شركته. وبلغت قيمة الصفقة نحو 7.5 مليون دولار اميركي. وكانت "دلتا اويل" وهي شركة خاصة تتخذ من لندن مقراً تعاقدت على شراء 8.2 مليون سهم من اسهم الشركة الكندية في تموز يوليو الماضي ثم ضاعفت حصتها في صفقة مماثلة استكملتها أخيراً. وتتبع "دلتا أويل" مجموعة "دلتا اويل غروب" التي أسسها رئيس مجلس ادارتها بدر العيبان مطلع التسعينات وتخصصت في الاستثمار في مشاريع النفط والغاز. وقال عراطة ان شركته ستستخدم حصيلة الصفقتين لتمويل عمليات تطوير احدث اكتشافاتها النفطية في حقل "المنزه" التونسي فضلاً عن عمليات جديدة للتنقيب عن النفط، مشيراً الى ان "سنتوريون" تعمل في تونس منذ عامين وتنتج حالياً نحو 6400 برميل يومياً اي ما يعادل نحو 8 في المئة من اجمالي الانتاج التونسي. وأشار الى ان "دلتا اويل" تملكت حصتها لاغراض استثمارية بحتة لكنه قال: "ان الطرفين توصلا الى اتفاق تحالف لمتابعة فرص مشاريع النفط والغاز في الشرق الاوسط والدول المغاربية، ولا سيما ليبيا، انطلاقاً من القاعدة التي تملكها سنتوريون في المنطقة والمتمثلة في مشاريعها القائمة في تونس ومصر". وقال: "نحن لا ننظر الى دلتا اويل كممول لكننا شريكان وعقدنا اتفاق التحالف لهذا الغرض اي البحث عن فرص للتنقيب عن النفط والغاز في منطقتي شمال افريقيا والشرق الاوسط بالاعتماد على ما يملكه كل طرف من خبرات متميزة". واضاف: "سنتوريون شركة حديثة لا يزيد عمرها على سنتين لكنها تملك خبرة واسعة ليس فقط في كندا لكن في منطقة شمال افريقيا ونحن متأكدون ان دلتا اويل ستساهم بتجربتها وخبرتها كشركة نفط سعودية". وقال السيد العيبان في بيان عن تملك حصة في شركة "سنتوريون" ان العمليات الاساسية "التي تملكها سنتوريون في تونس ومصر تشكل قاعدة للتمدد في المنطقة التي تعتقد دلتا اويل انها تملك المزيد من الفرص للقيام بمشاريع التنقيب عن النفط والغاز"، مؤكداً"التزام دلتا اويل، بوصفها شريكاً مهماً، بنمو اعمال سنتوريون في المستقبل". وأوضح عراطة، وهو مهندس نفط ورجل اعمال كندي يتحدر من اصل عربي، ان استراتيجية شركته تقوم "على شراء المشاريع النفطية المتوسطة والصغيرة الحجم من الشركات النفطية الكبيرة التي تحقق اكتشافات نفطية لكنها لا ترغب في تطويرها بسبب صغر حجمها ثم تقوم هي بتطويرها باستخدام تقنيات حديثة وبكلفة اقل". واشار الى ان التوجه الحالي في صناعة النفط يميل الى الاعتماد على الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير بعض المشاريع …". وطبّقت "سنتوريون" استراتيجيتها في تونس بنجاح وعلى رغم تواضع عملياتها الانتاجية في الوقت الراهن الا انها تضع آمالاً كبيرة في منطقة امتيازها وتتوقع ان يرتفع انتاجها التونسي الى ما بين 20 و30 الف برميل برميل يومياً في غضون السنتين المقبلتين. وقال السيد هاني الشرقاوي نائب رئيس شركة "سنتوريون" لعمليات التنقيب: "المؤكد ان الحقول التونسية تحتاج الى تقنيات حديثة لكن الملفت ان الاراضي التونسية في غالبيتها ذات خواص جيولوجية مشابهة تماماً للاراضي الليبية والجزائرية، وتوقعاتها ممتازة في الواقع. وهذا هو السبب الاساسي لتفاؤلنا بمستقبل عملياتنا الانتاجية في تونس". يُشار الى ان الشرقاوي لعب دوراً اساسياً في اكتشاف اكبر الآبار النفطية في اليمن حقل المسيلة خلال عمله ضمن الفريق الفني لشركة "كنيديان اوكسيدنتال" مطلع التسعينات. وفي مصر حقق الشرقاوي وفريقه الفني اكتشافين غازيين في منطقة "ماراثون" وبالتحديد في حقلي "المنقار" و"الوسطاني" في العام الفائت. ولفت الشرقاوي الى ان اتفاق التحالف مع "دلتا اويل" لا يشمل عمليات "سنتوريون" في تونس ومصر لكنه اكد عزم شركته على تطوير اعمالها في حقول الغاز المصرية بسبب العائدية الممتازة التي تتمتع بها الشركات الاجنبية وقال: "اجرينا مقارنة ظريفة جداً بين البرميل المُنتج في مصر والبرميل المُنتج في كل من تونسوكندا ووجدنا ان حصة الشركة الاجنبية من العائد الصافي هو 48 في المئة في مصر مقابل 43 في المئة في كندا و38 في المئة في تونس".