قوبلت موافقة اندونيسيا على نشر قوات دولية لوقف اعمال العنف في اقليم تيمور الشرقية بترحيب دولي. غير ان الولاياتالمتحدة حذرت من المشاكل التي قد تنشأ عن تفاصيل تنفيذ هذه الخطوة وقالت ان دورها في القوة سيكون محدودا وسيقتصر على الامداد والاتصالات والنقل، فيما يرجح ان تتشكل القوة من دول آسيوية تقودها استراليا. اوكلاند، جاكارتا - رويترز - اعرب الرئيس الاميركي بيل كلينتون عن سعادته لاعلان الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي في جاكارتا امس الاحد موافقة بلاده على دخول قوة دولية الى تيمور الشرقية لاعادة النظام بعد ايام من اعمال العنف الدامية التي نفذتها ميليشيات مناهضة لاستقلال الاقليم وتعمل تحت اشراف الجيش الاندونيسي. وقال ساندي بيرغر مستشار كلينتون للامن القومي: "نحن نرحب ببيان الرئيس حبيبي اليوم الذي دعا فيه قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة للانضمام الى الجيش الاندونيسي في استعادة النظام في تيمور الشرقية". واعرب بيرغر عقب ابلاغه كلينتون بالاعلان الاندونيسي اثناء حضوره قمة دول منتدى اسيا والمحيط الهادئ ابيك عن امله في ان يتم نشر القوة خلال ايام. وقال ان الدور الاميركي سيكون محدودا لكنه لم يذكر عدد القوات الاميركية اللازمة والتي افاد انها ستقوم بدور في عمليات الامداد والاتصالات والنقل بينما ستتشكل القوة الدولية من دول اسيوية في الغالب وقد تقودها استراليا. واشار بيرجر الى ان "المهم الان هو الاسلوب والسرعة التي يتم بها التنفيذ" لهذه الخطوة. وقال ان هناك الكثير من الاسئلة التي يتعين الاجابة عنها في ما يتعلق بقرار اندونيسيا وبينها: "بأي سرعة سيتم نشر القوات؟ وما هي المهمة؟ وما هو التفويض؟ وهل ستضع اندونيسيا اي قيود؟". واضاف ان"كل هذه الامور تحتاج توضيحا". واشار الى ان المدة التي قد تمكثها قوات حفظ السلام في تيمور الشرقية ليست واضحة بعد. وفي لندن رحبت بريطانيا بالقرار الاندونيسي الذي جاء بعد يوم من انضمامها الى الولاياتالمتحدة في تعليق المبيعات العسكرية الى اندونيسيا، في اطار الضغوط الدولية على جاكارتا لتقبل نشر قوات اجنبية لحفظ السلام في تيمور الشرقية وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك "انا سعيد بأن رسالتنا تبدو انها سمعت في جاكارتا. لكننا سنبحث الان عن تفاصيل التزامهم وعن التنفيذ السريع والكامل لالتزامهم ازاء قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة". ورحب كوفي انان الامين العام للامم المتحدة بالقرار ودعا اندونيسيا الى الحفاظ على الامن في الاقليم حتى وصول القوات الدولية وقال انان انه ينتظر وصول وزير الخارجية الاندونيسي علي العطاس الى نيويورك اليوم الاثنين لوضع اللمسات النهائية للتفاصيل ليمكن لمجلس الامن ان يوافق على قوة تقودها استراليا. كما رحبت بعثة مجلس الامن التي تزور اندونيسيا بالقرار، وقال مارتن اندغابا سفير ناميبيا لدى الاممالمتحدة ورئيس البعثة في بيان: "نحن نرحب بعرض الرئيس الاندونيس، ان يدعو الاممالمتحدة الى ارسال قوة حفظ سلام دولية الى تيمور الشرقية". ورحب الرئيس البرتغالي خورخي سامبايو بالقرار الاندونيسي0 ودعا اندونيسيا الى الموافقة على توزيع اعانات انسانية الى شعب تيمور الشرقية فورا. وحض خوسيه راموس هورتا زعيم المقاومة في تيمور الشرقيةالاممالمتحدة على نشر قوات دولية بالاقليم من دون تأخير بعد موافقة اندونيسيا. وقال: "اتمنى ان ينفذ ذلك فورا. اتمنى الا تتأخر الاممالمتحدة". كما رحب زعيم تيمور الشرقية جانانا غوسماو بالقرار وتعهد ان يمارس مقاتلوه ضبط النفس. وقال: "الزم نفسي تماما ومقاتلي حركة فالينتيل ببذل كل جهد من اجل استقرار الاقليم ودعم كل عمل ومبادرة ومحاولة لمساعدة المطرودين والمشردين". الرئيس الاندونيسي وفي كلمة بثها التلفزيون، قال الرئيس الاندونيسي ان المعاناة في تيمور الشرقية يجب ان تتوقف فورا لكنه لم يحدد موعدا لدخول القوات الى الاقليم. وقال: "اتصلت بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان لابلاغه بشأن استعدادنا لقبول قوة لحفظ السلام من خلال الاممالمتحدة لاستعادة السلام والامن في تيمور الشرقية لحماية الشعب وتنفيذ نتيجة الاستفتاء المباشر يوم 30 اب اغسطس" الماضي. ويعتقد ان الافا من ابناء تيمور الشرقية قتلوا بينما تشرد عشرات الالوف في اعمال عنف نفذتها ميليشيات موالية لجاكارتا وبمساندة من الجيش الاندونيسي بعد الاستفتاء الذي وافقت فيه غالبية سكان الاقليم الصغير على الاستقلال. وقال حبيبي ان "الكثير جدا من الناس فقدوا حياتهم منذ بدء الاضطراب وفقدوا بيوتهم وامنهم. ولا يمكننا الانتظار اكثر من ذلك. يجب ان نوقف المعاناة فورا". وقاومت اندونيسيا طويلا الضغط الدولي للسماح بدخول قوات اجنبية لانهاء العنف في المستعمرة البرتغالية السابقة. وستكون تلك اول مرة يسمح فيها بدخول قوات اجنبية للبلاد منذ استقلال اندونيسيا عن هولندا قبل اكثر من 50 عاما. وافاد حبيبي انه طلب من وزير الخارجية على العطاس السفر الى الاممالمتحدة في نيويورك فورا ليشرح الاقتراح الاندونيسي ويعد التفاصيل لتنفيذه. وقال حبيبي ان الجيش الاندونيسي الذي يلقى عليه اللوم على نطاق واسع في تشجيع العنف، حاول توفير الاستقرار بالاقليم منذ اعلان الحكم العرفي هناك في السابع من الشهر الجاري. واضاف انه: "في نفس الوقت يجب ان يدركوا الجيش ان هناك قيودا على ما سيحققونه اكثر من ذلك. لقد بذلوا اقصى جهدهم في وضع معقد جدا في ظل قيود نفسية صعبة دون اهمال مسؤولياتهم عن السلام والامن للاجزاء الاخرى من جمهورية اندونيسيا". وتابع ان "هذا سبب ان التعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة يجب ان يتأسس بأسلوب يدعم كل الجهود المشتركة لاستعادة السلام والامن في تيمور الشرقية بأسرع ما يمكن".