أكد الجنرال كاميرون روس قائد القوات الدولية لفك الاشتباك بين الجيشين السوري والاسرائيلي يوندوف ضرورة ان تكون ترتيبات الامن في الجولان بعد اي اتفاق سلام بين الطرفين "متوازنة" وان يكون "كل طرف واثقاً من عدم وجود تهديد من الطرف الاخر"، قائلاً انه "متفائل جداً" بجولة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وان "تطوراً كبيراً سيتحقق قبل الصيف المقبل" اذ ان الطرفين سيتوصلان "في النهاية الى اتفاق سلام". وكان الجنرال روس يتحدث الى "الحياة" في مكتبه في قيادة القوات الدولية في معسكر عين الفوّار بعد جولة ميدانية زار فيها عدداً من مواقع "يوندوف" في القسم السوري من الجولان. وقال ان مهمة قواته "من أكثر المهمات نجاحاً في العالم لانها استطاعت حفظ السلام. لا أعني ان هناك اتفاق سلام بل اقصد انه لم يكن هناك قتال وصراع وتبادل لاطلاق النار" في السنوات ال25 الاخيرة. وكان وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر انجز بعد جولات مكوكية اتفاق فك الاشتباك في ايار مايو 1974 على خلفية حرب تشرين الاول اكتوبر 1973، ادت الى استعادة سورية مدينة القنيطرة السورية ومناطق اخرى في الهضبة السورية المحتلة في حرب حزيران يونيو 1967. ونص الاتفاق على اقامة منطقة عازلة بعمق عشرة كيلومترات واخرى مخففة السلام يسمح لكل طرف ان ينشر في الكيلومترات العشرة الاولى 75 دبابة و36 مدفعاً وفي الكيلومترات العشرة اللاحقة 450 دبابة و162 مدفعاً مع ستة آلاف جندي مشاة من دون نشر اي صواريخ في منطقة بعرض 25 كيلومتراً. واوضح: "قمت الاثنين الماضي بجولة تفتيش في الجانب الاسرائىلي للتأكد من عدم خرق الاتفاق وانه ليست هناك قوات مستعدة للقيام بأي هجوم"، مشيراً إلى أن "أياً من الطرفين لم ينشر في أحسن الاحوال اكثر من ثلاثة آلاف جندي. ربما يحصل بعض الاختراق من قبل احد الطرفين بسبب وجود خطأ بشري وليس بسبب وجود رغبة سياسية، ودوري هو ابلاغ الجانبين بما يحصل لكن لم تصل الأمور أبداً الى رفع ذلك الى المستوى السياسي". ونص الاتفاق على نشر 1450 جندياً دولياً لكن ليس هناك الآن سوى 1042 جندياً من النمسا وكندا وبولندا وسلوفاكيا واليابان مع 74 ضابطاً من مراقبي اتفاق الهدنة يونستو. واوضح الجنرال الكندي: "ان الاتفاق كان جيداً ومهمتنا هي تنفيذه وحفظ السلام والتأكد من ان الطرفين ملتزمان به. واستطيع القول ان المهمة تحققت لان الطرفين السوري والاسرائيلي يريدان ذلك". وقال رداً على سؤال: "سأكون قلقاً اذا شاهدت مناورات كبيرة للمدرعات والمشاة وهذا لم يحصل الى الآن"، مؤكداً ان القوات الدولية تتمتع ب"سمعة جيدة وصدقية عالية لدى الطرفين". وسئل اذا كان جمود مفاوضات السلام خلال ترؤس بنيامين نتانياهو الحكومة الاسرائىلية أدى الى توتر على الحدود، فأجاب: "لم يعكس الجو السياسي على المستوى العسكري. وكل المشاكل الفنية العسكرية حلّت في هذا المستوى ولم يحصل ان وصل الى البعد السياسي". وسئل عن تصوراته لطبيعة القوات الدولية بعد التوصل الى اتفاق سلام سوري - اسرائىلي، فقال: "عندما يتحقق اتفاق السلام، إذا أرادت سورية واسرائىل منطقة عازلة وقواتاً دولية يمكن ان تطلبا ذلك من الاممالمتحدة التي تبحث بدورها عن دول متطوعة لذلك. لكن ربما لا يريد الطرفان أي قوات دولية بينهما او ربما يريدان قوات مدنية ومراقبين غير عسكريين على جانبي الحدود. لا يزال الحديث عن ذلك سابقاً لاوانه، ولا أتوقع ان أُُسئل عن ذلك قريباً. في كل الاحوال، انا واثق من انه اذا طُلب من الاممالمتحدة ارسال قوات فإنها ستستجيب لذلك". وشدد على اهمية ان يقوم المسؤولون العسكريون الاميركيون والاوروبيون بزيارة الجولان من الطرفين "كي يصل كل منهم الى رؤية عادلة وموضوعية للقضية تنعكس في المواقف السياسية لبلاده". وقال انه يشدد على عناصره ب"وجوب ان نكون حياديين اثناء العمل وخارج العمل لان مهمتنا ليست التعبير عن المواقف السياسية ودعم اي طرف بل مهمتنا حفظ السلام وخدمة الطرفين خلال العمل وخارجه". وسئل اذا كانت محطة الانذار الارضية التي تطالب اسرائىل باقامتها في الجولان ضرورية بعد الانسحاب، فأجاب: "في كل ترتيبات الامن يجب ان تكون هناك اجراءات ثقة، وهذا الامر يقرره الطرفان. اما في ما يتعلق بأن تكون محطة الانذار ارضية او فضائية فهذا يخص الطرفين وهما يقررانه. لكن ما هو ضروري هو وجوب ان يكون هناك توازن وان يكون كل طرف واثقاً من عدم وجود اي تهديدات من الطرف الاخر". وختم: "انني متفائل بشكل كبير في تحقق السلام، ومن خلال لقاءاتي مع الطرفين أرى ان مزاج التفاؤل صار عاماً. انني واثق انه سيكون هناك تطور قبل الصيف المقبل. هناك توقعات كبيرة لدى الطرفين وسيتحقق اتفاق السلام في النهاية، والمسألة مسألة وقت ليس اكثر، لأن موضوعاً كهذا لا يحصل في زمن قصير".