أكدت دمشق رفضها "الهرولة" وقبول "أي سلام" مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك، داعيةً وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى "وضع النقاط على الحروف" باعترافها ب"حقيقة وجود وديعة" رئيس الوزراء الاسرائىلي الأسبق اسحق رابين المتضمنة التزام الانسحاب من الجولان الى ماوراء خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967. وكتبت صحيفة "البعث" امس ان "لا شرط لسورية على استئناف المفاوضات، وهي مستعدة لاستئنافها غداً اذا وافقت اسرائيل على هذا الاستئناف. اي ان سورية مع الاستئناف وليس مع بدء محادثات جديدة ولا يمكن أن توافق على الغاء ما تحقق في محادثات دامت خمس سنوات وتوصلت الى قاعدة جيدة وصالحة لايصال المحادثات الى هدفها"، مشددة على ان اولبرايت "لن تلاقي أبداً مصاعب في سورية". وتابعت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الحاكم: "اذا كانت واشنطن جادة في العمل لبعث الحياة في عملية السلام فعليها ان توجه جهودها وما تملكه من قدرة على الاقناع والتأثير الى الجهة التي انقلبت على عملية السلام واسسها والمبادئ التي قامت عليها ونعني بها اسرائيل والاقناع بقبول السلام ومحادثاته"، بعدما اكدت "الحرص على الدور الاميركي في العملية والمحادثات". وكانت دمشق ارسلت عدداً من الاشارات الايجابية منذ فوز باراك في انتخابات ايار مايو. وكتبت الصحيفة امس: "يخطئ من يظن في واشنطن او العالم ان سعي سورية الى السلام العادل والشامل باعتباره خيارها الاستراتيجي يعني ان سورية تقبل بأي سلام، فسورية لا يمكن ان تتنازل عن ذرة من ترابها الوطني ولا عن حق من حقوق شعبها وأمتها". وزادت "واهمٌ جداً من يعتقد ان سورية مهرولة او يمكن ان تهرول وراء اي سلام مهما اشتدت الضغوط او التهديد بالقوة". من جهتها، كتب "تشرين" الحكومية ان اولبرايت "مدعوة لوضع النقاط على الحروف ولتأكيد حقيقة الوديعة التي تحتفظ بها، وديعة تعهد رابين بالانسحاب الكامل الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران". وزادت: "صحيح ان اولبرايت أبلغت وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين انه لا يمكن لاسرائيل القفز فوق هذه الوديعة وتجاهلها، لكن اعلان ذلك على الملأ في غاية الاهمية لأنه يساعد في دفع عملية السلام وخروج حكام اسرائيل من تعنتهم ومراوغتهم، ويؤكد حقيقة ان لا سلام ممكناً مع سورية ولا مع لبنان من دون الانسحاب الكامل الى ماوراء الخطوط السابقة". وتساءلت الصحيفة الرسمية امس: "لماذا اصرار حكومة باراك على عدم استئناف عملية السلام مع سورية من حيث انتهت المفاوضات السابقة، الا اذا كانت تبيت نيات سوداء ولا تعتزم الانسحاب من الجولان وتطبيق قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام؟".