قال مسؤول بارز في "حزب العمال الكردستاني" ان مقاتلي هذا الحزب لن يرفعوا أبداً السلاح ضد الدولة التركية في المستقبل. واعلن عثمان أوجلان، شقيق زعيم الحزب عبدالله أوجلان المسجون حالياً في تركيا، ان الحزب سيعمل من الآن وصاعداً كمنظمة سياسية. وأضاف في بيان نقلته هيئة تلفزيون موالية للأكراد: "إننا نلقي أسلحتنا ولن نرفعها مجدداً ... حزب العمال الكردستاني لن يعود الى القتال مرة أخرى". وتابع البيان الصادر عن قيادة "الكردستاني" والذي أوردته "هيئة الإذاعة البريطانية" بي. بي. سي ان الحزب المحظور في تركيا سيعمل أيضاً على منع جهات كردية أخرى من اللجوء الى السلاح ضد تركيا. وكان "حزب العمال" أعلن الإسبوع الماضي انه بدأ سحب قواته من تركيا بناء على طلب من زعيمه المعتقل أوجلان. لكن عثمان أوجلان قال ان الانسحاب الكردي كان مقرراً ان ينتهي خلال خمسة أيام، لكن عقبات أخّرت عملية الإنسحاب. وأوضح ان الحزب سحب حتى الآن "ربع قواته" بسبب عمليات يشنها الجيش التركي. وأضاف ان حزبه فقد 20 مقاتلاً خلال إنسحابهم، وان الاتراك فقدوا جنوداً بدورهم. وأكد ان إنسحاب الأكراد سيكتمل بحلول نهاية السنة. ولم يوضح عثمان أوجلان الجهة التي سينسحب اليها مقاتلو "الكردستاني". وتقول تركيا انهم ينسحبون الى شمال العراق، ايران وسورية. وحذّر عثمان، من جهة أخرى، من عواقب تنفيذ حكم الإعدام في حق شقيقه. وقال: "هذا لن يعني اننا سنبدأ الحرب مجدداً ... لكننا لن نستطيع ضبط الوضع إذا شُنق". ورأى ان مقاتلي "الكردستاني" لن يستمعوا الى قيادة حزبهم في حال تم إعدام عبدالله أوجلان. واعتُقل أوجلان في كينيا في شباط فبراير الماضي. وحكمت عليه محكمة كردية بالإعدام بتهمة الخيانة". والكلمة الأخيرة في قضية تنفيذ الحكم تعود الى البرلمان التركي. الحرب طويلة وفي اسطنبول أ ف ب- اعتبر المحللون امس ان تعهد حزب العمال القاء السلاح وعدم اللجوء الى الكفاح المسلح لا يعنى انتهاء الحرب الطويلة التى تخوضها انقرة ضد المتمردين الاكراد وان السلام ما زال هدفاً بعيداً. وقال احد المصادر "انها المرة الاولى ايضاً التي يوضح فيها حزب العمال الكردستاني رؤيته للتحول من منظمة مسلحة الى منظمة سياسية". وافاد مصدر قريب من الحزب، مستعيداً تصريحاً لزعيمه، ان مسألة الانتقال ستكون صعبة. وقال: "ان الحزب ما زال حتى الآن حركة عسكرية.. وكل شيء تغير فجأة الآن ومن الطبيعة ان يواجه المناصرون بعض الصعوبات. غير ان الناس العاقلين سيستنتجون ان الامر يتعلق بخطوة واقعية. وليس هناك من سبب للاستمرار بالاساليب القديمة". ولم تقم السلطات او الجيش التركي بأي ردة فعل امس على تصريحات عثمان اوجلان. وقال نائل الكان استاذ العلوم السياسية في جامعة انقرة معلقاً ان "الدولة التركية ستنتظر اشهراً عدة لترى هل ان حزب العمال الكردستاني جاد أم لا"، مذكراً بأنها ليست المرة الاولى التي يعلن فيها الحزب الهدنة، اذ لم يتم التوصل الى الهدنات السابقة الا عبر اراقة الدماء. واشار ايضا الى انه من غير الواضح بعد ما اذا كان كل أعضاء الحزب جميعا سينضمون الى السياسة الجديدة، او ما اذا كانت فصائل اصولية ستتشكل لمواصلة المعركة ضد الدولة التركية. واوضح ان "بناء الثقة سيأخذ الكثير من الوقت" بعد 15 سنة من القتال. وترى الرأي نفسه مصادر اخرى قريبة من حزب العمال، موضحة انها لا تتوقع رد فعل فوراً من السلطات التركية. واشار احد هذه المصادر الى انه "ليس لتركيا سياسة خاصة لمثل هذا الظرف"، موضحاً ان ليست من مشكلة كردية بالنسبة الى الزعماء الأتراك وانما هناك مشكلة ارهابية.