فيما يتواصل "الغزل" السياسي بين باريسوالجزائر في اتجاه إعادة العلاقات "المتينة" بين العاصمتين، بدأ امس تقارب اميركي - جزائري عسكري حذر بوصول قائد الاسطول السادس الادميرال دانييل مورفي لإجراء محادثات مع المسؤولين العسكريين الجزائريين. الجزائر - رويترز - ذكرت "وكالة الانباء الجزائرية" الرسمية ان قائد الاسطول الاميركي السادس الادميرال دانييل مورفي اجرى محادثات امس مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عقب رسو سفينته في ميناء الجزائر العاصمة في زيارة نادرة. واضافت ان رئيس أركان الجزائري الفريق محمد العماري ومسؤولين عسكريين آخرين حضروا الاجتماع في قصر الرئاسة. ولم تُشر الى تفاصيل المحادثات والغرض من الزيارة وفترتها. ويعد مورفي ثاني ضابط اميركي رفيع المستوى يزور الجزائر خلال الأشهر ال13 الماضية. وسبق أن أجرت البحريتان الاميركية والجزائرية مناورة صغيرة للبحث والانقاذ في البحر المتوسط هي الاولى للجانبين منذ استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962. واعقبت المناورة زيارة القائد العام للقوات البحرية الاميركية في اوروبا الادميرال توماس لوبيز في آب اغسطس، وكان وقتها اول ضابط اميركى رفيع المستوى يزور الجزائر. ويرى ديبلوماسيون جزائريون ان التقارب الحذر بين العسكريين في الدولتين يأتي في إطار سياسة اميركية تعطي العسكرية الاميركية دوراً سياسياً يكمل جهود السياسة الخارجية المدنية. وقالوا ان البحرية الاميركية تكرر دوراً لعبته في تحسين العلاقات الثنائية مع عدد من الدول منها الصين واليمن واوكرانيا. وتعتمد الجزائر التى مزقتها حرب اهلية بين متمردين اسلاميين والحكومة قتل خلالها حوالى مئة الف شخص على الاسلحة الروسية في شكل أساسي. ويسعى الرئيس بوتفليقة الذي حصل على موافقة اجماعية لسياساته في وقت سابق من الشهر الجاري الى تحسين علاقات بلاده مع واشنطن وحلفائها الغربيين. وقال في مقابلة نشرت اخيراً انه مستعد للتعاون مع الولاياتالمتحدة في كل المجالات. شيراك والجزائر على صعيد آخر، عبّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن امله في اقامة "علاقات متينة" مع الجزائر في رسالة الى بوتفليقة نشرت امس في الجزائر. وكان شيراك يرد على رسالة الرئيس الجزائري اثناء تحليق طائرته فوق الاراضي الفرنسية لدى عودته من نيويورك السبت الماضي بعدما شارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال شيراك "اود ان اؤكد لكم رغبة فرنسا في اقامة علاقات متينة وودية وهادئة مع الجزائر". واعرب عن "سروره للتقارب في وجهات النظر" خلال لقاء نيويورك بين الرئيس الجزائري ورئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان. واضاف شيراك "اهنئكم مرة اخرى على النجاح الكبير الذي حققه الاستفتاء على الوئام المدني. ويشكل هذا الفوز، الذي هو فوزكم وفوز الشعب الجزائري، خطوة حاسمة لإرساء السلام". وكان الجزائريون اعتمدوا قانون الوئام المدني في 16 ايلول سبتمبر بنسبة بلغت 98 في المئة من الاصوات. وبلغت المشاركة 85 في المئة من اجمالي الناخبين المسجلين.