وصفت بلغراد الاتفاق الذي وقعه حلف شمال الاطلسي مع قادة جيش تحرير كوسوفو على تشكيل وحدات دفاعية مدنية تنبثق عن هذا الجيش بأنه غير شرعي ويتناقض مع قرار مجلس الأمن الذي "لا يسمح ببقاء جماعات البانية مسلحة في الاقليم". وأعلن قائد قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في كوسوفو كفور الجنرال البرىطاني مايكل جاكسون امس الثلثاء، ان الأمن في الاقليم "أصبح من مسؤولية كفور وحدها"، وذلك بعد الاتفاق الذي وقع مع جيش التحرير لتحويله الى "فيلق لحماية كوسوفو". وقال الجنرال جاكسون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحاكم الاداري التابع للامم المتحدة في كوسوفو برنار كوشنير الذي أصدر مرسوم انشاء الفيلق ان "ظروف القمع في كوسوفو التي كانت وراء تشكيل جيش التحرير زالت". وأضاف ان "نجاح النزع الكامل لأسلحة جيش تحرير كوسوفو يشهد على نهاية عصر وبداية آخر". وتابع الجنرال جاكسون ان فيلق حماية كوسوفو "يقدم لأعضاء جيش التحرير الذين قاتلوا من أجل كوسوفو فرصة الانضمام الى صفوفه إذا رغبوا في ذلك". وأشاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا بالاتفاق ووصفه بأنه "معلم رئيسي على طريق السلام". ويقضي الاتفاق بتجريد جيش التحرير من السلاح وتسريح أعضائه الذين سيتحول خمسة آلاف منهم الى هيئة مدنية جديدة سيطلق عليها اسم "فيلق حماية كوسوفو" وتتعلق مهماته الرئيسية بأعمال الطوارئ الانسانية وعلى ان يسمح فقط لمئتين منهم بحمل أسلحة خفيفة لأعمال الحراسة والحماية. ووصف مراقبون الاتفاق بأنه قضى على أمل المقاتلين الألبان في ان يكونوا نواة لجيش وطني لدولة كوسوفو المستقلة، بعدما اخفق القادة الألبان في جعل القوة الجديدة ذات صفات عسكرية نتيجة إصرار الحلف الاطلسي على ان تكون طبيعتها مدنية خالصة. وبعد التوقيع، ابلغ المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي الصحافيين ان "حزباً سياسياً سيقوم مقام جيش التحرير في السعي الى تحقيق طموحات الألبان في سيادة الاقليم واستقلاله". وندد تلفزيون بلغراد امس بالاتفاق ووصفه بأنه "يعطي الارهابيين الانفصاليين الألبان طابعاً شرعياً". واضاف ان "اسناد مهمات جديدة للارهابيين يعني الاعتراف باستمرارهم في نشاطاتهم الانفصالية التي تتعارض مع قرار مجلس الأمن الذي يؤكد ان اقليم كوسوفو هو جزء من أراضي صربيا ويوغوسلافيا". ورفض صرب كوسوفو الانضمام الى الوحدات الجديدة، واعرب مسؤول المجلس الوطني الصربي في مدينة ميتروفيتسا اوليفير ايفانوفيتش عن "شكه في ان تكون الوحدات التي يقودها الارهابيون الألبان مدنية". وأشار في تصريح صحافي الى ان زعماء صرب كوسوفو قدموا طلباً الى قادة القوات الدولية يتضمن أحد أمرين: "اما تشكيل فيلق خاص بالسكان الصرب أو السماح لوحدات من القوات العسكرية اليوغوسلافية بالعودة الى مناطق التجمعات السكانية الصربية لحمايتهم". وجاء توقيع الاتفاق على "فيلق حماية كوسوفو" بعد تأجيل لمدة 24 ساعة بسبب تردد قادة جيش التحرير بالموافقة عليه، الأمر الذي أدى الى تدخل القائد الأعلى لحلف شمال الاطلسي في أوروبا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك الذي انضم الى المفاوضين في بريشتينا لتذليل المصاعب. ووقع الجانب السياسي من الاتفاق كل من رئيس الادارة المدنية الدولية للاقليم برنار كوشنير والمسؤول السياسي لجيش التحرير هاشم ثاتشي، بينما وقع القسم العسكري قائد قوات حفظ السلام الدولية الجنرال مايكل جاكسون ورئيس أركان جيش التحرير اغيم تشيكو الذي ستسند اليه قيادة "فيلق حماية كوسوفو". وأفاد ناطق باسم حلف شمال الاطلسي في بريشتينا امس انه لم تعد هناك خلافات بين الاطراف المعنية.