اذا كان مهرجان "كان" في فرنسا يمثل شيئاً مهماً بالنسبة الى السينمائيين في العالم، فإن مهرجان الاسكندرية في مصر يمثل الاهمية ذاتها بالنسبة الى السينمائيين في مصر والوطن العربي. الامر باختصار شديد هو أن المهرجانين يعكسان حالتين مختلفتين، مهرجان كان يعبر عن مدى ما وصلت اليه السينما من تطور لدى المشاركين فيه، ومهرجان الاسكندرية يعبر عن الشيء نفسه والفارق بين المهرجانين هو أن افلام "كان" هي افلام كبيرة انتاجياً لارتباطها بسوق كبيرة تجارياً وهي افلام في الغالب يتم تسويقها عبر وسائط عدة وتوصل في نهاية الامر الى اهم الاسواق في العالم سواء في اميركا والتي يصل فيها عدد نسخ الفيلم المتوسط الى ألف نسخة، او في اوروبا، والعالم، حيث يصل عدد النسخ من الفيلم الواحد الى مستوى يقارب السوق الاميركية. لذلك فالافلام كبيرة وايراداتها ضخمة وبالتالي فالحضور نوعي، ونجوم المهرجان هم نجوم العالم، ومن ذلك اخذ المهرجان شهرته العالمية، واصبح محط انظار السينمائيين في العالم. اما افلام مهرجان الاسكندرية، فهي افلام صغيرة انتاجياً لارتباطها بسوق محدودة، ايرادات قليلة، لعدم وجود دور عرض عديدة تسمح بايراد عال، وعلى سبيل المثال فان افضل فيلم تجاري حقق عائداً مهماً في السينما العربية لم تتجاوز عدد نسخه الخمسين وهذا رقم لا يقارن بأفلام "كان" ومع ذلك يبقى مهرجان "الاسكندرية" ذا خصوصية فريدة فهو يحمل اسم مدينة الاسكندرية الاكبر حيث التاريخ، والعجائب، والجمال وهو لا يدخل في حساباته العامل السياسي او التجاري وفوق ذلك فهو يقود الى العالمية من خلال المحلية. واخيراً فهو بالامكان تحويله الى خانة متقدمة سيما إذا تميز بحسن التنظيم، والدقة، واحترام المواقيت والالتزام بها. اكاديمي، ويشغل منصب المدير العام لشركة "شعاع" السينمائية.