بعد نحو شهرين من اعلان منظمة "اليونيسكو"، بيروت "عاصمة العالم العربي الثقافية للعام 1999"، قدّمت أمس وزارة الثقافة والتعليم العالي البرامج الثقافية المقررة لهذا العام. وعقد لهذه الغاية وزير التربية والثقافة والتعليم العالي والمهني مؤتمراً صحافياً في "اليونيسكو" حضره عدد من المثقفين اضافة الى اللجنة التحضيرية العليا ومدير مكتب "اليونيسكو" الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور فكتو بلّه الذي أعرب عن سعادته في "اطلاق أنشطة بيروت العاصمة الثقافية للمنطقة العربية". وأوضح أن هذا "الإعلان يأتي في إطار متابعة العقد العالمي للتنمية الثقافية الذي أقره مؤتمر "اليونيسكو" العام والذي دام من سنة 1988 الى 1997 وشملت هذه التجربة عواصم عربية عدة". وقال: "ان الظروف التي مر بها لبنان لم تسنح له في المشاركة الفاعلة آنذاك، إنما الآن وقد عاود لبنان مسيرة الإعمار والبناء في مختلف المجالات أصبح بقدرة بيروت أن تعود الى واجهة الثقافة في العالم العربي، وتؤكد وجهها الحضاري والإنساني ودورها الريادي في التنمية الثقافية. وأن ترسخ مكانتها كبوتقة لتفاعل الحضارات والثقافات". ثم تحدث الوزير بيضون فاعتبر ان "اعلان "اليونيسكو" بيروت عاصمة ثقافية هو اعادة تذكير بثوابت التاريخ وتكريس للدور الرائد الذي أداه لبنان في صميم الثقافة العربية ونهضتها الحديثة والمعاصةر وتأكيد على دوره الراسخ في مستقبل ثقافتنا العربية". وقال "حيث لا توجد ثقافة، لا حرية ولا ابداع لذا شكلت بيروت هذه المساحة للحوار والتقى فيها أدباء عواصم العرب ومفكروه وشعراؤه وفنانوه ليصرخوا بأعلى أصواتهم بأهازيج الحرية". وأضاف "على الرغم من ضخامة التحدي الذي يواجه لبنان على الصعد الإنمائية كافة فإن الثقافة تبقى أولوية نعول عليها". وذكّر بما قاله المدير العام لليونيسكو فيديريكو مايور أثناء زيارته الأخيرة للبنان "على القرن المقبل أن يشكل منعطفاً تاريخياً من ثقافة قائمة على القوة والعنف والقمع الى ثقافة حوار وتسامح. وبيروت ستلعب الدور الكبير في انماء السلام والعدالة والحريات في منطقة الشرق الأوسط نظراً لجذورها وأرزها الخالد". وأعلن المشاريع الثقافية الكبرى لوزارة الثقافة والتعليم العالي وهي: التشريع الثقافي لحماية الملكية الفنية والأدبية، والاهتمام بالقوانين المتعلقة بالآثار والسينما، وإنشاء الأوركسترا السيمفونية، واحياء المكتبة الوطنية ومتحف الفن التشكيلي، وبروتوكول تعاون مع فرنسا في مجال السينما والمكتبة السينمائية، وإنشاء أوبرا وطنية والاهتمام بالمتحف الوطني، وتدشين المركز الدولي لعلوم الإنسان، وإنشاء متاحف اقليمية في المناطق، واعادة ترميم المعالم الأثرية واظهارها. أما مشاريع السنة الثقافية فهي تشمل نشاطات عدة من متاحف الآثار الى مؤتمرات عن البيئة ومعارض للرسم والنحت والصور الفوتوغرافية. وفي الأدب ستكون هناك نشاطات كثيرة من مؤتمرات ومهرجانات وندوات، اضافة الى جائزتين سنويتين للنثر والشعر. وستنظم الوزارة مهرجاناً دولياً للرقص وستستضيف موسيقيين وعازفين لبنانيين وعالميين. وفي المسرح ستدعم نحو عشر مسرحيات لكبار المخرجين اللبنانيين.