أظهرت دراسة أجرتها مدرسة لندن للاقتصاد لصالح شركة نوفيل العالمية أن قطاعات السياحة والنقل والإعلام والترفيه هي القطاعات الغالبة على أكبر 100 موقع مؤسسي تقدم التجارة الإلكترونية في الويب. وقال إيريك شميدت، رئيس نوفيل، تعليقا على هذه النتيجة إن السبب يعود إلى انتشار الموجة الثانية من علاقة الأعمال بإنترنت والتي تتأثر بما يعرف بقانون العلاقات Law of Relationships. وينص هذا القانون على أن القيمة الفعلية للشبكة تتمثل في عدد العلاقات التي تستطيع أن تنشئها وتديرها وتدعمها. ويعني هذا من ناحية عملية الاعتماد على التفاعل بين مواقع الويب وزوراها، ما يجعل تفوق مواقع هذا النوع من القطاعات التجارية أمرا طبيعيا. وقال شميدت إن كون تقنيات إنترنت الحالية أتاحت إدارة علاقات معقدة في عالم اليوم، فإنها أتاحت أنماطا وتطبيقات جديدة من الأعمال الإلكترونية. وأظهرت الدراسة التي أعدها ستيف سميثسون وأنا سوينوس، الباحثان في مدرسة لندن للاقتصاد، أن الشركات الأوروبية بدأت تسجل حضورا منافسا للشركات الأميركية في الشبكة. فقد حصلت 11 شركة أوروبية في مقابل 17 شركة أميركية على مواقع بين أعلى 30 شركة، ست منها كانت بين أكبر عشر شركات منها اثنتان أميركيتان. واعتمد الباحثان في تقييمهما للمواقع المختلفة على معادلة جديدة أسمياها E-Audit، هدفت إلى قياس التغيرات اللحظية على هذه المواقع. وتعكس هذه المعادلة كل مراحل تعاملات الأعمال المباشرة عبر إنترنت، بدءا من طلب الاسعار ومعلومات المنتج، مرورا بأمر الشراء والدفع، وصولا إلى خدمات ما بعد البيع. وقام الباحثان بدراسة 120 موقع ويب، في ثمانية قطاعات أعمال، تمثل شركات جميعها في قائمة فورتشن 500 لكبرى الشركات العالمية. وتم تصنيف المئة الأفضل من الشركات المئة والعشرين بناء على جودة مواقعها على الويب وقيمة هذه المواقع كوحدات أعمال. وفي هذا السياق درس فريق البحث في كل موقع العناصر الآتية: معلومات الشركة، والإعلانات والترويج، ومعلومات المنتجات، وطلبات الشراء، وتسوية الدفع، وخدمات ما بعد البيع، ووسهولة الاستخدام والابتكار. ووجدت الدراسة أن 45 في المئة من مواقع الشركات التي تمت دراستها توفر نظاما إلكترونيا لطلبات الشراء، بينما تتيح 36.5 في المئة فقط الدفع إلكترونيا. ويستقبل معظم المواقع طلبات الزبائن واستفساراتهم عبر البريد الإلكتروني. وأعلن 85 في المئة من المواقع منتجات شركاتها، فيما أتاح عشرة في المئة فقط تعريفا بمنتجات شركات أخرى. ولاحظ الدراسان أن نشاطات التجارة الإلكترونية في المواقع قيد الدراسة تنوعت حسب القطاع الاقتصادي المعني. فقد قدمت مواقع شركات الطيران جميعا خدمات تجارة إلكترونية بما في ذلك إصدار التذاكر الإلكترونية في بعضها. وبينما قدمت قطاعات النقل والإعلام والترفيه وظائف تجارة إلكترونية متقدمة، قدم قطاع التجزئة مستوى متوسطا من التجارة الإلكترونية. أما في قطاعي الصيدلانيات والسيارات، فقد فرضت طبيعة السوق تركيبتها لأن التجارة الإلكترونية الفعلية لا تزال غائبة عن هذين القطاعين. وتبين أن 11 في المئة فقط من هذه المواقع المئة قدمت أسعارا خاصة للمشترين عبر الويب. وعلى الصعيد نفسه، لاحظ الباحثان أن المواقع الأوروبية والآسيوية تفوقت على الأميركية في تقديم محتويات متعددة اللغات، وأن هنالك تركيزا متناميا على الإبداع في طريقة تقديم المعلومات والخدمات، بدلا من التركيز على التطورات التقنية لنتصميم مواقع الويب في حد ذاتها. ولعب التصميم الفني للموقع دورا في تقييم هذه المواقع. ووجد الباحثان أن ألطف المواقع كانت تلك التي أحسنت الاستفادة من مساحة الشاشة من دون أن تكتظ برسومات تبطئ تحميل الموقع، وبحيث تعمل ضمن حدود التقنية المتوفرة من دون تعقيدات.