أظهرت نتائج النصف الأول من السنة الجارية تراجعاً كبيراً في نشاط شركة "اوبتورغ" التابعة لمجموعة "أونا" العاملة في القارة الافريقية بفعل الصعوبات الاقتصادية التي تواجه دول جنوب الصحراء. وأشارت النتائج الى ان نشاط "اوبتورغ"، ومقرها في باريس، تراجع 26 في المئة وتقلص من 1310 ملايين فرنك في النصف الأول من عام 1998 الى 968 مليون فرنك فرنسي في النصف الأول من 1999 كما تراجعت الارباح من 100 مليون الى 74 مليون فرنك والنتيجة الجارية من 99.4 مليون الى 11 مليون فرنك فقط. وجاء في التقرير نصف السنوي للشركة، التي تملكها "أونا انترناشيونال" بنسبة 90 في المئة في فرنسا، ان الانشطة الافريقية تراجعت بنحو 46 في المئة خصوصاً في مجالات تسويق الآليات ومنتوجات البحر ما دفعها الى اغلاق مصانعها في بعض الدول الافريقية بسبب غياب المردودية. وتسوق "اوبتورغ" آليات "كاتربلر" و"مانيتو" و"هيستر" الموجهة للاشغال الكبرى، كما تسوق سيارات "مرسيدس" و"مازدا" و"هيونداي" والاجهزة الهاتفية ومحطات الاتصال الراديوفونية في سبع دول افريقية هي الغابون والكاميرون وساحل العاج والكونغو وتشاد وغينيا الاستوائية وافريقيا الوسطى. وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي لتلك الدول تقلصت مبيعات "اوبتورغ" بشكل كبير كما تكبدت خسائر في مجال انتاج التونة البحرية وتسويقها بعد تراجع الاسعار في السوق الدولية. وكانت "اوبتورغ" أغلقت قبل اعوام مصانع تعليب الاسماك في مدغشقر. وتعتقد "أونا" المالكة للشركة ان حجم النشاط المتوقع في النصف الثاني من السنة قد يعوض تقلص المبيعات في القارة الافرىقية بعد التحسن الذي أظهره بعض الاقتصادات في دول جنوب الصحراء وانطلاق مشاريع جديدة. وكانت "أونا" تملكت "اوبتورغ" عام 1993 بنحو 400 مليون فرنك فرنسي بعدما اشترتها من عائلات فرنسية يهودية نشطة في القارة السوداء تعود الى فترة الاستعمار الفرنسي لافريقيا. وواجهت الشركة صعوبات في منتصف التسعينات بعد خفض قيمة العملة الافريقية الفرنك الافريقي كما تضررت من الحرب الأهلية التي شهدتها دول البحيرات الوسطى. وانعكس ذلك على نشاط "أونا انترناشيونال" التي تمثل نحو 20 في المئة من اجمالي حجم نشاط مجموعة "أونا" المقدر بنحو 1.7 بليون دولار. وتعمل "أونا انترناشيونال" بشكل خاص في فرنسا وبعض الدول الافريقية. وكان موضوع "اوبتورغ" سبباً في الخلاف الذي نشأ بين الرئيس السابق لمجموعة "أونا" فؤاد الفيلالي والمدير العام الأسبق روبير اسراف الذي استقال من المجموعة وهو يرأس حالياً التجمع العالمي لليهود المغاربة.