أعلنت مجموعة «شل» العالمية للمحروقات انها تعد لمفاوضات تجارية مع شركات نفطية دولية لبيعها حصصاً في 19 دولة أفريقية تعود الى عشرينات القرن الماضي، منها المغرب الذي تملك فيه شل 400 محطة توزيع. وأفادت الشركة البريطانية – الهولندية «رويال داتش شل»، انها اختارت التفاوض مع شركتي «فيتول» الهولندية المتخصصة في تسويق النفط والتي ترغب في توسيع نشاطها في القارة الأفريقية، وشركة «هيليوس» للاستثمارات (انفستمنت بارتنرز) من جنوب أفريقيا. ونفت مصادر «شل» أي مفاوضات مع أطراف أخرى كما أشيع، عن تقارب محتمل مع شركة «ليبيا اويل». وكشفت الشركة أن في حال التوصل الى صيغة تجارية معقولة مع «فيتول» و «هيليوس»، ستتولى المجموعة الجديدة إدارة فروع الشركة في نحو 20 دولة أفريقية، مع الاحتفاظ بالعلامة التجارية للشركة الأم، وكل العاملين في فروع الشركة من جنوب أفريقيا الى المغرب. بينما سُتبقي على حصص ضعيفة في الإطار التجاري الجديد. ولم تعلن المجموعة عن قيمة الصفقة المتوقعة قبل الخريف المقبل، لكنها أكدت نيتها التركيز على نشاطها في مجال التنقيب عن النفط والغاز السائل وإنتاج زيوت الطاقة، وهي تستحوذ على 35 في المئة من هذه السوق. واعتبرت المصادر أن خروج المجموعة من أفريقيا سببه حاجتها الى تمويلات كبيرة لتوسيع نشاطها في مناطق أخرى، وليس لتراجع في الإنتاج أو الإيرادات على رغم الأخطار الأمنية التي كانت تتعرض لها فروع للمجموعة في عدد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء (نيجيريا). وأشارت مصادر الشركة في المغرب، الى أن قرار الانسحاب من أنشطة توزيع المحروقات وزيوت الطاقة في أفريقيا يدخل ضمن خطة استراتيجية لإعادة الهيكلة، وتتواجد شل في 91 في دولة عبر العالم. ُيذكر أن شل موجودة في أفريقيا منذ مطلع القرن الماضي، وارتبطت بفترة الاستعمار البريطاني والهولندي للقارة السمراء بخاصة في جنوب أفريقيا التي تملك فيها أكبر عدد من المحطات ومراكز التوزيع. كما اتُهمت بدعم حكومات غير ديموقراطية هناك للحفاظ على مصالحها التجارية. ومعروف أن «شل» دخلت المغرب عام 1922 تحت اسم «الشركة المغربية- الآسيوية للبترول»، وكانت ُتسوق الغاز والنفط ومشتقاتها، ولعبت دوراً في توفير الطاقة لجنود الحلفاء في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.