صعدت الاحزاب الاسلامية في اندونيسيا دعوتها الى الجهاد ضد "الغزاة الاجانب" في تيمور الشرقية، في اشارة الى القوات الدولية التي تبدأ انتشارها في الاقليم اليوم. وسجل ما يزيد عن مئة الف متطوع اسلامي اسماءهم للقتال ضد القوات الاجنبية، الى جانب الميليشيات الموالية لاندونيسيا التي اعلنت رفضها الانسحاب من تيمور الشرقية، مطالبة بتقسيم الاقليم. وقال زي نوري غزالي، احد زعماء حزب النهضة الاسلامي في اندونيسيا ان انصاره "تلقوا تعليمات بأن لا يترددوا في مواجهة الغزو، وسنقاتل حتى آخر قطرة دم". راجع ص 7 وتزامن ذلك مع تقارير اعلامية في بريطانيا، امس، افادت ان عناصر احدى وحدات الجيش الاندونيسي المتورطة في اعمال العنف في تيمور الشرقية، تلقوا تدريبات سراً في الولاياتالمتحدة، في اطار برنامج وافقت عليه الولاياتالمتحدة. كذلك اثارت لندن جدلاً في اوساط المدافعين عن حقوق الانسان بتأكيدها انها ستسلم اندونيسيا ثلاث طائرات من طراز "هوك" تنفيذا لصفقة ابرمت عام 1996. وجاء ذلك رغم اعلان الحكومة البريطانية في بداية الازمة في تيمور الشرقية انها لن تزود جاكارتا اسلحة. ونقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون انه غير قادر على وقف تسليم الطائرات التي وصلت الى بانكوك رغم الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على تصدير الاسلحة الى اندونيسيا قبل اسبوع. وأكدت صحف بريطانية ايضاً ان بريطانيا انفقت نحو مليون جنيه لتدريب خمسين عسكرياً اندونيسيا على اراضيها. ونشرت صحف عدة في لندن امس ان جنوداً اندونيسيين متورطين في اعمال العنف التي تشهدها تيمور الشرقية تم تدريبهم سراً في الولاياتالمتحدة في اطار برنامج وافقت عليه ادارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون. ونقلت عن وثائق لوزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان البرنامج الاميركي الذي اطلق عليه اسم "آيرون بالانس" التوازن الحديدي ، بدأ العمل به عام 1991 واستمر حتى العام الماضي. واشارت الى ان احدى الوحدات الاندونيسية الخاصة التي تم تدريبها في الولاياتالمتحدة معروفة باسم "كوباسوس" قامت بدور دموي كبير في ابادة حوالي مئتي الف شخص بعد احتلال القوات الاندونيسية للاقليم في 1975 . واشارت منظمة العفو الدولية الى ان وحدة "كوباسوس" مسؤولة عن احدى افظع انتهاكات حقوق الانسان في تاريخ اندونيسيا. وشمل برنامج التدريب المقاومة في المناطق المدنية والمراقبة ومكافحة التجسس واطلاق النار. ومن بين الضباط الذين تلقوا تدريبا في الولاياتالمتحدة، برابوو سوبيانتو زوج ابنة الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو والجنرال كيكي سوياهناكري المكلف مراقبة تطبيق قانون الاحكام العرفية الذي اعلنته جاكارتا في تيمور الشرقية في السابع من الشهر الجاري.