ايشخوي-ايورت روسيا- أ ف ب - "حتى في زمن الحرب لم يقصفنا الروس بهذه القوة"، هذا ما قاله سكان منطقة ايشخوي-ايورت في الشيشان التي تعرضت للقصف خلال الايام الماضية وهم يفرون جماعات من قريتهم مؤكدين ان الطيران الروسي يقصف المناطق الاهلة بالسكان بدون تمييز. وقال سعيد داداشييف 40 عاما: "منذ 12 الشهر الجاري ونحن نتعرض يوميا تقريبا لقصف الطيران والمدفعية الروسيين". وسعيد هو من القلائل في ايشخوي-ايورت منطقة غوديرميس، شرق الشيشان الذين لم يفروا من البلدة. واضاف: "قتل ما مجموعه عشرة اشخاص من اهلي واصيب عشرون اخرون بجروح". واضاف بصوت متعب: "سقطت حوالى عشرين قذيفة ليل الجمعة - السبت على منازل تقع خارج البلدة". واوضح ان الوضع هو بكل وضوح اسوأ مما كان عليه بين 1994 و1996 خلال الحرب التي دارت بين الانفصاليين الشيشانيين والقوات الروسية. ومن اصل ثلاثة الاف نسمة كانوا يعيشون في هذه البلدة الصغيرة قبل اب اغسطس الماضي، لم يبق فيها سوى خمسين نسمة. ومن اصل 700 منزل تهدم او تضرر 200 ، فيما بدت شوارعها وقد ملأتها الحفر التي خلفها القصف. والذين لم يتمكنوا من مغادرة البلدة بسب عدم وجود سيارات او لانهم ينتظرون مساعدة الاهل، يعيشون في الخوف ويقضون الليل في الاقبية. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" في البلدة ان المواقع الروسية اطلقت حوالى خمسين قذيفة بعد ظهر اول من امس على ايشخوي-ايورت من مرتفعات توختشار القريبة والتي تقع على الجانب الداغستاني من الحدود. وقال سعيد داداشييف ايضا بعد ان استجمع انفاسه: "نحن لا نعلم لماذا يقصفوننا... لم يشترك اي مواطن من بلدتنا في المعارك" على الجانب الآخر من الحدود، في توختشار داغستان. ومعلوم ان حوالى الفي متمرد اسلامي يتمركزون في الشيشان هاجموا داغستان في اب اغسطس ثم في ايلول سبتمبر الماضيين، آملين في ان يقيموا فيها جمهورية اسلامية كبيرة. ومن بين القرى التي سقطت بين ايديهم الشهر الجاري، كانت بلدة توخشتار التي طردوا منها مطلع الاسبوع. وتؤكد القوات الروسية انها تقصف "حشودا وقواعد للمقاتلين" الاسلاميين في الجمهورية الانفصالية. وتقول غروزني ان المدنيين هم الذين يتعرضون للقصف وقد قتل 200 منهم منذ الخامس من الشهر الجاري. واكد سعيد داداشييف والشيخ فيسخانوف: "لا يوجد ابدا متمردون في البلدة". واضافا "حتى خلال المعارك في توخشتار وعندما فر المقاتلون مروا بالقرب منا ولكنهم لم يتوقفوا". وايشخوي-ايورت ليست البلدة الوحيدة في الشيشان التي تتعرض للقصف. وشهدت الايام الماضية قصفا عنيفا على منطقة نوجاي-ايورت على الحدود الى اقصى الجنوب ، حسبما ذكر مراسل "فرانس برس" الذي لم يتمكن من الوصول اليها بسبب الغارات الجوية. وشوهدت عشرات الشاحنات الصغيرة المحملة بالاغراض تفر من القتال على طريق غوديرميس اول من امس.