فيما يواصل الرئيس العراقي صدام حسين لقاءاته بآمري التشكيلات في القوات المسلحة أفادت مصادر عسكرية عراقية في عمان ان تلك الاجتماعات "لا تعدو في حقيقتها اكثر من اعمال دعائية للايحاء بأن هناك خططاً عسكرية واستعداداً لعمليات مواجهة كبيرة"، بينما تشير الوقائع الى ان "مشاكل جوهرية" يواجهها الجيش العراقي لجهة اسناده البشري واللوجستي و"العملياتي". وتشير تلك المصادر الى حديث للرئيس العراقي مع مجموعة جديدة من الضباط القادة بثته وكالة الانباء العراقية امس قال فيه: "المعنويات الآن اعلى من اي وقت مضى واستمرت بالتصاعد بعد انتهاء صفحة الهجوم الثلاثيني واعلان العدو وقف اطلاق النار من طرف واحد ومن غير شروط". وجدد صدام حسين القول بأن "اللجنة الخاصة" المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم "اعطيت غطاء باسم الأممالمتحدة" وزاد "انها محض واجهة للمخابرات الاميركية على رغم وجود ناس اشراف من بين عناصرها ولكنهم قلة وغير قادرين على التحكم في اتجاه القرارات اما الذين يتحكمون في اتجاه القرار فهم المرتبطون بالمخابرات الاميركية". ونوه بالمواجهة مع الولاياتالمتحدة فقال: "اصبح العالم يتفرج مرة واحدة على عنوانين يصطرعان"، مؤكداً ان شعارات الانسانية التي "تحتمي بها اميركا والصهيونية" واهية لافتاً ان العراق يمثلها. وضمن ما اثارته احاديث صدام حسين مع آمري التشكيلات من تساؤلات حول "امكانات العراق القتالية" قال العقيد الركن عامر الجبوري أحد الضباط الذين اشتركوا في قيادة الانتفاضة الشعبية التي اعقبت حرب تحرير الكويت 1991 ان الهدف من تلك اللقاءات ونشر ما يتخللها من احاديث "اعلامي" و"استعراض للعضلات"، مؤكداً انه "لو كانت هناك خطط عسكرية وتعبئة حقيقية لما وجدت اية اشارة كما هو الحال مع عمليات سابقة تولى قيادتها صدام حسين". ولمّح الجبوري ان اللقاءات اراد منها صدام "رفع معنويات القطعات العسكرية المتدهورة ومعرفة درجة استعدادها اضافة الى ابقاء حالة المواطن العراقي في حالة طوارئ" لافتاً ان اللقاءات تحمل رسائل لإحداث "الذعر". وهو ما أكده العقيد الركن ياسر الكيلاني الذي قال: "صدام يحاول التأكيد للمعارضين في الجنوب وللقوى الكردية في الشمال انه ما زال محتفظاً بقدراته وانه قادر على تغيير الخرائط مرة ثانية"، منوهاً بأن ذلك "خارج على امكانيات الجيش العراقي الذي تعرض منذ عام 1991 الى عمليات هدم منظمة". وأكد الجبوري ان الرئيس صدام حسين "لا يثق بالجيش وضباطه على رغم كل الاجراءات الأمنية" وقال: "قام صدام بابعاد الجيش عن العاصمة بغداد والمواقع الحساسة الاخرى وتجريده من كل الوسائل المادية والبشرية والمعنوية"، مشيراً الى "ان تسمية قوات الحدود والأمن الداخلي اقرب الى حال الجيش الآن الذي لم يعد قادراً سوى على تفتيش القرى والمدن ومطاردة الهاربين من الخدمة العسكرية وحراسة الطرق العامة والتصدي لمجموعات المعارضة باسناد عمليات قوات الحرس الجمهوري".