جاكارتا - أ ف ب - أعلن الجيش الاندونيسي امس ان حوالى ثمانية آلاف جندي غادروا تيمور الشرقية عائدين الى مدينة اتامبوا المتاخمة لتيمور الغربية. فيما حذّر رئيس الوزراء الاسترالي جاكارتا من عواقب أي استفزاز للقوات الدولية المتوقع وصولها نهاية هذا الاسبوع. وجاء في بيان اصدره الجيش الاندونيسي: "على العاملين في القيادة العسكرية في تيمور الشرقية الذين يبلغ عددهم ثمانية آلاف عنصر وانضم اليهم الموظفون ان يغادروا الى مدينة اتامبوا الحدودية". وذكر في وقت سابق ان حوالى خمسة آلاف جندي اندونيسي انسحبوا ومعظمهم يتحدّر من تيمور الشرقية. من جهته حذّر رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد من أي محاولة اندونيسية للتصدي للقوة الامنية الدولية. وقال هوارد في مقابلة مع الاذاعة الاسترالية "يجب ان يدركوا الجيش الاندونيسي ان أي محاولة لاستفزاز القوات الدولية سيضطرها الى التدخل والانتقام". ورجح هوارد ان تكون الولاياتالمتحدة من بين الدول التي سترد على اي عدوان للقوات الاندونيسية. ووعدت واشنطن بتقديم 200 جندي لمساعدة القوة المتعددة الجنسية التي اقرتها الاممالمتحدة. وستقود استراليا القوة الدولية المؤلفة من 8000 عنصر في تيمور الشرقية بعدما قتلت الميليشيات الموالية لجاكارتا آلافاً منذ الاستفتاء الذي أسفر عن تأييد ساحق للاستقلال عن اندونيسيا. وفي جاكارتا نظّم مئات من معارضي استقلال تيمور الشرقية تظاهرات امام السفارة الاسترالية، رافعين شعارات معادية لكانبيرا وللأمم المتحدة، وراح احد المتظاهرين يردد عبر مكبّر للصوت: "اننا مستعدون لمواجهة مع القوات الدولية فور وصولها". واقفلت استراليا قنصليتها العامة في تيمور الغربية وغادر آلاف الاستراليين وعائلاتهم اندونيسيا، خوفاً من عمليات الانتقام، واحاط مئات من رجال الشرطة بالمركز العالمي للتجارة في ثاني مدينة اندونيسية سورابايا امس خوفاً من هجمات المتظاهرين الذين هددوا بحرق المبنى الذي يضم مكاتب استرالية، بعدما اقتحمها الاثنين بعض معارضي الاستقلال وحطّموا بعض النوافذ والأثاث. ومعروف ان استراليا كانت اكثر حلفاء اندونيسيا دفاعاً عن جاكارتا والدولة الغربية الوحيدة التي اعترفت بسيادتها على تيمور الشرقية، بعدما ضمّتها عام 1975. لكنها غيّرت موقفها وسياستها بداية هذا العام واصبحت اكثر المتحمسين لطرد الجيش الاندونيسي من ديلي. وأصدر المجلس الاسترالي - الاندونيسي بياناً في جاكارتا امس حذّر فيه الاستراليين المقيمين في اندونيسيا من انهم معرّضون للخطر بسبب المشاعر المتأججة المعادية لكانبيرا. وأجلت شركة "ريو تيننو" وهي من اكبر الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الفحم موظفيها وعمالها، ونصحتهم بعدم العودة.