استعدت نيويورك لهبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث فيضانات فيما اجتاحت بقايا الاعصار فلويد الساحل الشرقي بعدما أغرق الاعصار ولايات وسط الاطلسي. نيويورك - د ب أ، أ ف ب، رويترز - تراجعت حدة الإعصار في وقت متأخر من الخميس ووصل الى مستوى العاصفة المدارية وتضاءلت شدة رياحه. وأدى الاعصار إلى قتل عشرة أشخاص على الاقل في ولايتي كارولينا الشمالية وفرجينيا، كما أدى إلى تلوث مصادر المياه في بورتسموث في ولاية فرجينيا، بالاضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 400 ألف شخص في تلك الولاية. وفي نيويورك، حيث أدت مياه الفيضانات قبل ثلاثة أسابيع إلى إصابة خدمات النقل العام بعد هطول الامطار الغزيرة فجأة، أمر رئيس بلدية المدينة رودلف غيلياني بزيادة عدد القطارات في المدينة وحذر سكانها من احتمال تعرضهم "لبعض المتاعب" من جراء العاصفة. وتعرقلت حركة الطائرات والقطارات في الجزء الشمالي الشرقي المزدحم من الولاياتالمتحدة بين واشنطن وبوسطن فيما اضطرت شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها وتحويل مسار طائراتها. واستعدت شركة "آمتراك" للسكك الحديد بالمزيد من القطارات وحذرت من احتمال إلغاء رحلاتها. وتشير التكهنات إلى احتمال تعرض المناطق الساحلية لفيضانات عنيفة فيما خفت حدة الامطار وواصلت المياه الارتفاع فوق منسوب ضفاف الانهار. وفي فيلادلفيا توقفت حركة القطارات الداخلية وتعطلت خطوط الكهرباء وغمرت المياه الشوارع. وذكرت صحيفة "فيلادلفيا" إنكوايرر أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في حادث متعلق بالعاصفة في منطقة تيرنبايك. وكان من بين ضحايا الرياح والاعصار سيدة في منطقة فيرفاكس في ولاية فرجينيا عندما سقطت على سيارتها إحدى الاشجار، ورجل جرفته المياه في ولاية كارولينا الشمالية بعدما تعطلت سيارته وحاول السباحة لينجو بنفسه. وتنفس المواطنون الصعداء بعدما انقشعت سماء ويلمينغتون في ولاية كارولينا الشمالية التي اجتاحها إعصار فلويد. وكذلك شعر سكان مدينة أتلانتيك سيتي نيوجيرسي بالراحة حين عبرت العاصفة في وقت متأخر بعد الظهر من دون خسائر كبيرة. وكانت رياح بسرعة 250 كيلومتراً في الساعة اجتاحت في وقت سابق ولاية فلوريدا. ثم تحول الاعصار شمالاً بمحاذاة الساحل بدلاً من اجتياح شبه جزيرة فلوريدا. وقلت شدة الاعصار تدريجاً حيث لم تتجاوز سرعة رياحه في أشدها عند الوصول إلى الشاطئ 170 كيلومتراً في الساعة. واستمرت حدة الاعصار في الانحسار مع تحول مساره شرقاً فعبر بشكل خاطف على واشنطن وأحدث بعض الفيضانات المحدودة بالمنطقة قبل أن يتجه نحو الساحل مرة أخرى. وقال الرئيس بيل كلينتون "حمداً لله أن العاصفة لم تكن بالسوء الذي كنا نخشاه". وأثنى على جهود المسؤولين في الولايات الذين ناشدوا الملايين من المواطنين من فلوريدا وحتى ولاية كارولينا الشمالية بمغادرة المناطق الساحلية، مما أدى إلى إنقاذ حياة الكثيرين. وأعلن كلينتون ولاية كارولينا الشمالية منطقة كوارث كبرى وأمر بإعلان حال الطوارئ في فرجينيا، كما أمر بتخصيص المساعدات الفيديرالية للولايتين للمساعدة في التخلص من آثار الاعصار.