يتطلع منتخب تونس الى تحقيق نتائج مشرفة في مونديال الكرة الطائرة السادس للناشئين الذي تحتضنه السعودية اعتباراً من اليوم. ويعتقد التوانسة ان مجموعتهم الثانية التي تضم روسيا وبولونيا والجزائر ايضاً مجموعة متوازنة، لذا، فان الأمل يدغدغهم بتجاوز الدور الأول، والأهم من ذلك الاقتراب من العالمية بعد سيطرة الأندية التونسية ومنتخبها عربياً وافريقياً في السنوات الاخيرة. وتعد هذه المشاركة التونسية الثالثة في مونديال الناشئين بعد بورتوريكو 95 وطهران 97. وشهدت مدينة "سيدي بوسعيد" السياحية ذات الشهرة العالمية ترشح تونس لمونديال المملكة بعد فوزها باستحقاق ببطولة افريقيات في ايلول 1998 . وبين سيدي بوسعيد والرياض، خضع منتخب تونس بقيادة طاقمه الفني المؤلف من لطفي بن سليمان وزهير بلحاج صالح لمعسكرات محلية وآخر في سلوفاكيا، وتحصل على المرتبة الخامسة في دورة دولية فاز فيها على منتخب فرنسا مرتين. ويعتقد بن سليمان ان ابناءه قادرون على تحقيق نتائج ايجابية وتجاوز الدور الأول بفضل حسن استعدادهم ومهاراتهم الفردية. ويتكون منتخب الشباب من اللاعبين سالم الماجري واحسان السعيدي واحسان نوار وايمن الوكيل ومهدي قارة وايمن اللواتي وناصر مخلص واحمد شيخاوي وسامي السلايمي ومحمد الطرابلسي وحسان شرادة. وتعتبر أندية القليبي والترجي التونسي والنادي الصفاقسي، الأندية التونسية الأكثر تتويجاً محلياً وعربياً وافريقيا، وتتمتع بتقاليد عريقة في الكرة الطائرة التي تحظى بشعبية واسعة في تونس شتاءا او صيفاً. واذا كان فصل الشتاء يحتضن الدوري التونسي، فان شواطئ تونس من قليبية الى شاطئ الشفار بصفاقس تشهد تنظيم دورات في الكرة الطائرة الشاطئية، وقد فاز الاخوان "بوعفيف" من قلبية بدورة تونس لصيف 99 والتي عرفت مشاركة واسعة، وحضوراً جماهيرياً محترماً ومساهمة مهمة من المؤسسات الاقتصادية ذات الماركات الدولية بالاستشهار لهذه الدورات. وفي الحقيقة فان لعبة الكرة الطائرة في تونس، ليست مهمة الأندية فقط بل هي اهتمام عائلي، والمتتبع لمنتخب تونس للشباب في مونديال السعودية، بدءاً من مدربه الى اسماء لاعبيه، يلاحظ تواجد عائلات بن سليمان والوكيل والطرابلسي وهي اسماء كتبت بأحرف من ذهب سيرتها في الكرة الطائرة التونسية. وتعد مدينة قليبية - محافظة نابل الساحلية - عاصمة الكرة الطائرة التونسية. فمن رمال شاطئها الذهبي وأزقة المحلات نشأ جيل التأسيس من خلال عائلات بن سليمان وبن الشيخ وقارة… وبعد جيل التأسيس جاءت مدينة صفاقس لتتربع خلال الثمانينات على عرش الطائرة التونسية بعائلات بوصرصار والمعميري وبن عبدالله... ويبدو أن للبحر وأكلة السمك مفعول سحري على النبوغ في الكرة الطائرة، وبين قليبية وصفاقس أكثر من عامل مشترك تجمعه كلمة "بحر". أما في زمن اللاهواية وهي "اكتشاف" تونسي يعني الاحتراف، برزت أندية النجم الساحلي والترجي الرياضي، خصوصاً في عقد التسعينات، وللدلالة على قيمة الرهان في دوري الكرة الطائرة التونسية، فإن قيمة صفقات تنقلات اللاعبين لا تقل عن حجم لاعبي كرة القدم، وأسعار هذا الموسم تراوحت محلياً ما بين 200 و300 ألف دينار لأبرز اللاعبين. ويبدو ان الكرة الطائرة المحلية تسعى إلى دعم تتويجاتها العربية والافريقية، بمكان في عالم الكبار من مونديال السعودية إلى كأس العالم للكبار بعد شهرين في طوكيو.