باريس - أ ف ب - يقيم فنان الكاريكاتور المصري جورج البهجوري معرضاً للوحاته الجديدة في المركز الثقافي المصري في باريس حيث يقيم منذ ثلاثين عاماً. يضم المعرض، الذي افتتح الاسبوع الماضي، عدداً من اللوحات التي تتناول وجوها سياسية عامة، عربية ومصرية وفرنسية وعالمية مثل الرؤساء فرنسوا ميتران وليونيل جوسبان وأنور السادات وحسني مبارك ورفيق الحريري وايهود باراك ومعمر القذافي والحسن الثاني ونلسون مانديلا وبطرس غالي وغيرهم. بدأ البهجوري 70 عاماً ممارسة هذا الفن في الخمسينات من خلال عمله في مجلة "روز اليوسف" وهو بعد طالباً في كلية الفنون الجميلة. وعن صوره المعروضة يقول البهجوري إنه "يتعامل مع هذه الوجوه بتلقائية وعفوية"، مضيفاً انه "يرسم انطباعاً عن هذا الشخص الذي تملأ صوره صفحات الجرائد والذي قد نحبه وقد نكرهه والذي قد يكون منافقاً أو صادقاً"، مشدداً على أن "الفن قبل كل شيء انفعال والباقي حرفة والذي تركه اعلام الرسم مثل موديلياني وسيزان وبيكاسو وماتيس هو قوة الانفعال التي ليس لها ثمن". وجلبت رسومات البهجوري الساخرة لبعض الشخصيات البارزة غضب هؤلاء عليه مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي منعه من دخول مصر بعد ان رسم له عدة صور كاريكاتورية ثم خصص له بعد ذلك كتاباً كاملاً من الرسوم. ويقول البهجوري معلقاً: "على الرؤساء العرب ان يفهموا ان في ذلك نوعاً من المداعبة وان يثبتوا من خلال قبولهم بها انهم ديموقراطيون". وللبهجوري في العمل اسلوب خاص، فاللوحة كلها عبارة عن خط واحد يبدأ من نقطة معينة وينتهي بنهايتها لتكون اللوحة في النهاية عبارة عن خط واحد متصل سالك لا ترتفع خلاله يد الفنان. ويدافع البهجوري عن اللوحات الكاريكاتورية التي يريد لها البقاء قائلاً: "اللوحة الكاريكاتورية يجب ان تبقى لا ان تضيع او ترمى فإن ما فيها من اضحاك لا يمنعها من ان تكون متحفية". ويستشهد البهجوري ببيكاسو الذي يعتبره معلمه الأكبر في الفن ويقول: "مع ان اناساً كثر يرفضون الكاريكاتور كلوحة في الفن الحديث، فإن بيكاسو في متحفه وفي إحدى أهم القاعات التي يحتويها هذا المتحف، رسم اصدقاءه مثل بودلير وكوكتو وماكس جاكوب بكثير من السخرية اللاذعة والتي تدخل فيها الدراما المنسحبة عليها من عبء الحياة". ومن جهة أخرى، يقول البهجوري عن البورتريه الذي يتناوله كثيراً في لوحاته إن "البورتريه هو الفن الواجهة، فالوجه والعينان هما مفتاح النفس. عندي تلقائية في المعالجة تفضحني، قد لا تنقل عمق قضية سياسية لكنها قد تضحك". ولا يقتصر نشاط جورج البهجوري على الرسم فقط، فقد أصدر عام 1980 كتاباً بعنوان "بهجر في المهجر"، وهو عبارة عن مجموعة مقالات مصحوبة برسوم كاريكاتورية تصور ما يتعرض له الغريب من مواقف غريبة في باريس. كما اصدر رواية بعنوان "ايقونة فلتس"، هي عبارة عن الجزء الأول من رباعية "ايقونة الطفولة" و"ايقونة باريس" و"ايقونة الفن". ويعالج البهجوري في "ايقونة فلتس" ومن خلال تجربة ذاتية مشاكل أسرة قبطية من خلال طفل يعمل ابوه كمدرس. ولاقت هذه الرواية ترحيباً من النقاد في مصر، واعتبر البهجوري على اثرها "أحد الروائيين الجدد".