البريطانيون الذين خططوا لقضاء الساعات الأولى للألفية الجديدة في بلدان مثل اوكرانيا او روسيا او اوغندا قد يضطرون لإعادة النظر في خططهم عندما يطلعون على تقرير وزعته وزارة الخارجية البريطانية امس عبر شبكة "انترنت"، تضمن معلومات حول مدى استعداد 46 بلداً للتعامل مع مشكلة "بقة الألفية" التي تُعرف ايضاً بمشكلة العام 2000 او "واي 2 كاي". ويحذر التقرير من ان البريطانيين الذين يفكرون في السفر خارج البلاد او الاقامة هناك في الفترة من اواخر 1999 الى مطلع 2000، قد يواجهون "فوضى في النقل والاتصالات الهاتفية والخدمات المالية والخدمات الطبية وامدادت الطاقة والمياه وخدمات الصحة العامة، وتوزيع الغذاء وغيره من السلع". وتتعلق مشكلة العام 2000 بالعطل الذي يتوقع ان يصيب بعض اجهزة الكومبيوتر ومعدات اخرى، ما سيجعلها عاجزة عن تحليل المعلومات ابتداءً من 1 كانون الثاني يناير 2000. ويتضمن تقرير الوزارة معلومات مفصلة عن كل القطاعات الرئيسية في البلد المعين، مصدرها السفارة البريطانية بالتعاون مع السلطات هناك. ومن ضمن البلدان ال 46 المدرجة في التقرير البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية وقطروتونس، وستضاف بلدان اخرى في الايام المقبلة. وتبدو البلدان العربية المذكورة، بالمقارنة مع بلدان اخرى، اقل استعداداً لمعالجة مشكلة العام 2000، على رغم ان مشاكل قد تبرز في قطاعات اخرى. وينصح التقرير بتجنب السفر الى اوكرانيا خلال عطلة رأس السنة الجديدة ومطلع العام 2000، الى أن يصبح الوضع اكثر وضوحاً. ويعزو ذلك الى احتمال حدوث فوضى في قطاعات توزيع المياه والصحة والنقل والطاقة، وربما في قطاعات اخرى ايضاً. ويلاحظ التقرير ان بين المطارات ال 600 في روسيا سيعاني حوالي 400 منها مصاعب ناجمة عن مشكلة العام 2000. وفي اوغندا، عبّر المسؤول المكلف مهمة التعامل مع المشكلة "بشكلٍ صريح عن مخاوفه في شأن عدم استيعاب الوزارات والمؤسسات الرسمية للمسألة ولضرورة القيام بتحرك عاجل". ويوضح التقرير، بالاستناد الى السلطات المصرية، ان التخطيط في مصر لمواجهة مشكلة العام 2000 بلغ "مرحلة متقدمة". ويبدو معظم القطاعات الحكومية مستعداً تماماً للتعامل مع المشكلة، فيما يتوقع ان تنجز بقية القطاعات استعداداتها في غضون الشهر المقبل او حوالي ذلك. وكان 37 مصرفاً من اصل 54 في مصر اصبحوا مستعدين لمواجهة المشكلة بحلول ايار مايو الماضي، ويتوقع ان تكون البقية مهيأة قبل نهاية السنة بوقت كافٍ. وينظم بعض المصارف الكبيرة حملات توعية عامة لطمأنة زبائنها الى ان اموالهم ستكون في أمان، وهي تحتفظ بمخزون كبير من الاوراق المالية في فروعها تحسباً للاحتمالات. لكن التقرير يحذر من احتمال الاّ يتمكن قطاع الصحة في مصر من التعامل مع المشكلة بسبب الكلفة العالية لاستبدال المعدات الطبية او تحديثها. ويُحتمل ان تنشأ مشاكل متعلقة بشبكة الهواتف النقالة التي يديرها القطاع الخاص. وهناك مخاوف في شأن صناعات صغيرة ومتوسطة الحجم لم تستوعب بعد ما تعنيه مشكلة العام 2000. وفي تونس، يعتبر القطاع المالي الاكثر عرضة للخطر من جراء "بقة الألفية"، ولكن يتوقع ان لا يواجه معظم المؤسسات المالية مشاكل. وعلى صعيد الصناعة، لم يعالج عدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم مشكلة العام 2000، ولا تملك سبل القيام بذلك. ويتوقع ان تتعطل بعض مراكز الهاتف، وقد تبرز مشاكل في بعض المعدات الطبية. واصبح معظم المصارف في المملكة العربية السعودية مستعداً للتعامل مع المشكلة منذ نهاية حزيران يونيو الماضي. ويتوقع بحلول نهاية الشهر الجاري انجاز البرنامج الذي بدأ في 1998 لاستبدال حوالي 800 الف من مفاتيح التحويل الهاتفي التي لم تكن صالحة. وتقول مطارات الرياضوجدة والظهران انها قطعت شوطاً كبيراً على طريق الاستعداد لمواجهة مشكلة العام 2000. ويبدو معظم الشركات الصناعية السعودية متنبهاً للمشكلة، والسوق مجهزة بشكل جيد ببرامج كومبيوتر توفر حلولاً لها. وفي قطر، لم يُمنح مطار الدوحة بعد شهادة الاهلية لمواجهة المشكلة من جانب "جمعية النقل الجوي العالمي" إياتا، ويجري تحديث جهاز الرادار ومعدات اخرى في المطار. وباستثناء مصرفين محليين، قدمت بقية المصارف العالمية والمحلية الى المصرف المركزي بيانات تؤكد استعدادها لمواجهة "البقة". ويتضمن تقرير الخارجية البريطانية قسماً طويلاً ومفصلاً عن اليابان والاجراءات الكثيرة لتحديث الانظمة واختبارها استعداداً لحلول السنة 2000. ونفذت شركات الخطوط الجوية الرئيسية الثلاثة في البلاد، في وقت متقدم ليل اول من امس، اختبارات ناجحة لرحلات مصممة في ظروف مماثلة للمشكلة، واثبتت ان صناعة الطيران قادرة على التصدي لها. لكن وسائل الاعلام اليابانية افادت امس ان رئىس الوزراء كيزو اوبوتشي سينصح المواطنين في نهاية تشرين الاول اكتوبر المقبل بتخزين كميات من الاطعمة والماء تكفي لأيام عدة كتدبير احترازي تحسباً لأي مشاكل ناجمة عن "بقة الألفية".