أعلن باحثون حكوميون امريكيون ان متوسط العمر الافتراضي للانسان في 11 دولة افريقية سيهبط لاقل من الاربعين بحلول عام 2010 مع استمرار فيروس (اتش اي في) المسبب للايدز في القضاء على الملايين من البشر. وكشفت دراسة اعدها مكتب الاحصاء الامريكي لمناسبة المؤتمر الدولي الرابع عشر حول الايدز الذي بدأ اعماله امس الاول في برشلونة ان معدل الاعمار في سبعة بلدان افريقية انخفض بالفعل الى اقل من اربعين عاما بسبب الايدز. واكدت الدراسة ان السكان في خمسة من هذه البلدان سيتناقصون حتى عام 2010.. اي ان الوفيات ستفوق الولادات. والبلدان الخمسة هي بوتسوانا وموزمبيق وليسوتو وسوازيلاند وجنوب افريقيا.اما في البلدين الباقيين وهما زيمبابوي وناميبيا فان معدل النمو السكاني سيعادل الصفر. وجاء في الدراسة ان 8ر38 في المئة من سكان بوتسوانا البالغين يحملون فيروس الايدز ومعدل الاعمار لديهم 39 مقابل 72 لو لم يكن الايدز موجودا. وحذر تقرير اخر للامم المتحدة من ان 55 مليون افريقي سيموتون بسبب الايدز حتى العام 2020 اذا ظلت الامور على حالها. واشار التقرير الى ان ثلث السكان في زيمباوبي كانوا في نهاية 2001 يحملون فيروس الايدز مقابل الربع في السنوات السابقة. واوضحت الدراسة ان اوغندا تعتبر البلد الافريقي الوحيد الذي تمكن من السيطرة على الوباء اذ ان نسبة البالغين الحاملين للفيروس مستمرة في الانخفاض وقد بلغت 5 في المئة نهاية 2001 مقابل 3 ر8 في المئة نهاية 1999. وتؤكد الاحصاءات ان 70 في المئة من مجموع حاملي فيروس الايدز في العام وعددهم اربعون مليونا هم من الافارقة. وقالت كارين ستانيسكي من مكتب الاحصاء الامريكي للصحفيين في المؤتمر الدولي للايدز ((نتوقع ان يتراجع العمر الافتراضي في تلك الدول الى مستويات لم تر منذ القرن التاسع عشر)). ويتوقع تقرير ستانيسكي ان ينخفض متوسط العمر الافتراضي للانسان في بتسوانا وموزامبيق لسبعة وعشرين عاما فقط. وسيبلغ العمر الافتراضي في سوازيلاند 33 عاما وفي زيمبابوي وزامبيا وناميبيا 34 عاما. وسيتراجع متوسط العمر الافتراضي في انجولا وليسوتو ومالاوي وراوندا ومالي الى ما بين منتصف واواخر الثلاثين. ويظهر التقرير انه لولا الايدز لكان العمر الافتراضي للانسان في دول الجنوب الافريقي مثل بوتسوانا وناميبيا وسوازيلاند سيبلغ نحو 70 عاما بحلول عام 2010. ويؤكد تقرير مكتب الاحصاءات ايضا ان الايدز سيواصل تقويض الاستقرار الاقتصادي لافريقيا لان اكبر زيادة في الوفيات المبكرة ستكون بين من هم في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من العمر عندما يكونون في اوج عطائهم الانتاجي. ويظهر ايضا ان ايتام الايدز الذين يبلغ عددهم حاليا ملايين سيمثلون مشكلة متصاعدة. واظهرت اخر الاحصائيات ان عدد المصابين بالايدز بلغ 40 مليون شخص في شتى انحاء العالم بينهم 5ر28 مليون شخص في جنوب الصحراء بافريقيا حيث لاتتوفر فرص العلاج الا لنحو 30 الف شخص فقط. وتبين ان نصف المصابين بفيروس اتش. اي. في. المسبب للايدز والذين يقدر عددهم بما بين 400 و500 ألف أمريكي لا يتم تشخيص حالاتهم أو معالجتهم أو الاثنين معا. وقال ان حوالي 70 في المئة ممن يعرفون أنهم مصابون بالفيروس يمارسون الجنس بغير اكتراث. وأظهرت البيانات آن نحو 40 الف حالة سنويا في الولاياتالمتحدة وان 43 في المئة من الاصابات الجديدة كانت بين الرجال الشاذين جنسيا وان 75 في المئة من المصابين بالايدز في الولاياتالمتحدة هم من السود.