اختتم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم في جدة امس، واستقبلهم نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وعلم أنه عقد لقاء منفرداً مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. ولوحظ ان البيان الختامي الذي أصدره الوزراء تضمن لغة متشددة مع العراق، فيما خلا من أي انتقاد لإيران بسبب احتلالها الجزر الاماراتية الثلاث، علماً ان رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي وزير خارجية الامارات السيد راشد عبدالله النعيمي كان شدد في افتتاحه الاجتماع ليل أول من أمس على الممارسات "الاستفزازية" الايرانية راجع ص2. ورحبت طهران بالبيان، فيما أكد النعيمي رداً على سؤال ل"الحياة" خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده امس بعد اختتام الاجتماع ان اللجنة الوزارية السعودية - القطرية - العمانية المكلفة ايجاد آلية للتفاوض المباشر بين الاماراتوايران "بدأت عملها أخيراً بعدما اجرت اتصالات أولية مع الجانب الايراني، لم تستكمل، الأمر الذي دفعها الى طلب مزيد من الوقت لاستكمال اتصالاتها، والمجلس الوزاري وافق على استمرار عملها لحاجتها الى استيضاح كثير من الجوانب وردود الفعل في شأن تشكيلها، والتوصل الى رؤية محددة". وزاد: "نحن في الامارات نثق باللجنة ونعتبر قضية الجزر شأناً خليجياً وليس إماراتياً فقط، وبالتالي كلنا أمل بأن تتوصل اللجنة الى موقف لخير البلدين". ورفض النعيمي التطرق الى احتمالات فشل الوساطة الخليجية بين الاماراتوايران من خلال اللجنة، قائلاً "إن فشلت، لا قدّر الله، لكل حادث حديث". وتابع ان "المجموعة الخليجية ستشارك في اجتماعات الدورة 112 لجامعة الدول العربية، والتي يرأسها العراق، ولن تتأخر عن الجهود العربية"، واعتبر ان رئاسة العراق مجلس الجامعة في القاهرة اليوم "حق من حقوقه بصفته دولة عضواً في الجامعة". وأوضح النعيمي ل"الحياة" ان تخصيص مجلس التعاون مبلغ 400 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إعادة اعمار في تركيا بعد الزلزال، لا يعني بالضرورة تأسيس صندوق مساعدات خليجي. وقال: "استشعاراً من دول المجلس بدورها حيال الشعب التركي، تقرر انشاء برنامج خاص على رغم الصعوبات المالية التي تواجه الدول الخليجية بسبب النقص في مداخيلها من النفط". وكان لافتاً رد الفعل الايراني على البيان الختامي لوزراء الخارجية الخليجيين إذ أكد سفير ايران لدى السعودية محمد رضا نوري شهرودي "ارتياح" بلاده الى هذا التوجه. وقال ل"الحياة" في اتصال هاتفي ان "البيان الخليجي كان جيداً جداً في ما يتعلق بإيران، ونحن ايرانوالامارات إخوة وجيران، ويجب أن نحل مشاكلنا بالحوار والمفاوضات المباشرة". وزاد: "نحن في الخليج يجب ان نضع كل خلافاتنا على طاولة المفاوضات المباشرة، واعتقد ان الود هو الطريق السليم لحل الخلافات بين الأخوة". ولفت إلى "الدور الايجابي الذي تقوم به السعودية في هذا الشأن"، وقال ان المملكة "دائما حلقة وصل خيّرة، ووسيط المحبة والسلام لحل كل المشكلات، ليس بيننا وبين الامارات فحسب بل بين جميع المسلمين".