جدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا في الرياض تشددهم حيال العراق وإيران، واعتبر وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي ان العراق يهيئ الأسباب ليضربه الآخرون راجع ص3. واستمر الاجتماع المغلق للوزراء شارك وزير التربية والتعليم البحريني بدلاً من وزير الخارجية الذي سبق الجلسة الختامية، اكثر من خمس ساعات. وقالت لپ"الحياة" مصادر مطلعة ان وزير الخارجية الاماراتي الذي ترأس بلاده الدورة "طالب الوزراء بتضمين البيان الختامي اشارة واضحة الى المناورات العسكرية الايرانية، على ان يصفها البيان بأنها استفزازية، فاعتبر الوزراء ان الاجتماع الوزاري الاستثنائي الذي عقد في أبو ظبي تلبية لطلب اماراتي لبحث الموضوع ذاته، كان كافياً، وان كلمة النعيمي في افتتاح الاجتماع أول من أمس تحدثت عن الموضوع بإسهاب". لكن الرغبة الاماراتية تحققت في البيان الختامي الذي طالب ايران بپ"الكف عن الاعمال الاستفزازية التي تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الامارات، وتمثل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة، وتعرض الملاحة الاقليمية والدولية في الخليج العربي للخطر". ولم يأت الموقف من العراق أقل تشدداً اذ عبر المجلس الوزاري عن "أسفه وقلقه الشديدين لاستمرار الحكومة العراقية في تحدي قرارات الشرعية الدولية برفضها الصيغة المقترحة من مجلس الأمن والمتعلقة بتشكيل لجان لتقويم ملفات العلاقة بين العراقوالأممالمتحدة، ورفض التعاون مع آليات الأممالمتحدة". وبعدما لفت النعيمي في كلمته اول من امس الى رفض العمل العسكري ضد العراق، لم يشر البيان الختامي الى ذلك صراحة. وقال النعيمي: "نتألم كثيراً لما يعانيه الشعب العراقي ونتألم للظروف التي وجد فيها العراق حالياً، وجهود دول المجلس كانت دائماً داعمة للشعب العراقي وتقديم ما تستطيع لحل الازمة". واستدرك ان "هناك قرارات لمجلس الأمن مطلوب من العراق استكمال تنفيذها، وهناك تهديدات عراقية لبعض دول المجلس وهي مرفوضة، ونأمل من العراق مراجعة سياساته تجاه اشقائه في دول المجلس التي سعت في اطار الجامعة العربية الى ايجاد مخرج للأزمة من خلال تبني رفع المعاناة عن الشعب العراقي وايجاد حل ديبلوماسي للخلاف بين العراقوالأممالمتحدة". وأبدى النعيمي تشاؤماً في شأن عمل اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة ملف العراق، وقال: "للأسف، اللجنة غير مقبولة من العراق، وبالتالي فإن عملها لن يكون مفيداً ولن تستطيع ان تفعل شيئاً اذا لم يكن العراق مقتنعاً بعملها وأهدافها". واللافت ان النعيمي اشار الى "استفزازات عراقية" في مناطق الحظر الجوي، معتبراً ان هذه السياسة شبيهة بمن يهيئ الأسباب ليضربه الآخرون. وتحدث عن الاختلاف في تفسير القرارات الدولية فيما يتعلق بضرب العراق، طبقاً لقبول مناطق الحظر الجوي او رفضها، لكنه شدد على ان "رفض ضرب العراق هو قرار عبر عنه مجلس وزراء الخارجية العرب، وهو كذلك موقف دول مجلس التعاون" التي ترى "اتباع الاسلوب الديبلوماسي لحل هذه المشكلة وليس استخدام القوة". وتابع وزير الخارجية الاماراتي بعد حديثه عن "الاستفزازات" التي تقوم بها المضادات العراقية: "المضادات العراقية تضرب كل يوم وهذا يدمر جزءاً من امكانات الشعب العراقي العسكرية والمدنية، وهي ثروة للعراق وللأمة العربية، وبالتأكيد الاستمرار في تدميرها خسارة كبيرة". وتناول قضية الجزر الثلاث الاماراتية منوهاً بتضامن مجلس التعاون "القوي" مع الامارات في مطالبتها باستعادة ارضها. وأعرب عن امله بأن تستجيب ايران للجهود الخليجية والعربية "لايجاد حل لهذا المشكل الذي مضى عليه زمن طويل". وأوضح ان الامارات "تطالب بالتفاوض على الجزر وإيران تطالب بالتفاوض على ما تسميه مسائل عالقة". ورداً على سؤال لپ"الحياة" عن زيارتي وزير الخارجية الايراني كمال خرازي للامارات وقول الايرانيين انهم زاروا ابو ظبي لكن وزير الخارجية الاماراتي لم يزر طهران، قال النعيمي: "زيارات خرازي كانت بروتوكولية، للتعرف كوزير جديد ونقل رغبة ايران في علاقات طيبة، ونحن نرحب بذلك على ان تكون علاقات مبنية على حسن الجوار والاستقرار، لكنه رفض التفاوض على الجزر او بحث موضوعها".