ناحال عوز اسرائيل - أ ف ب - اطلقت اسرائيل صباح امس 199 معتقلا فلسطينيا كانوا ينفذون عقوبات طويلة الامد، وذلك في اطار تنفيذ اتفاق شرم الشيخ. وافرج عن اكبر مجموعة من المعتقلين مؤلفة من 97 رجلا في ناحال عوز، احدى نقاط العبور بين اسرائيل وقطاع غزة، حيث وصل قبيل الساعة 30،8 بالتوقيت المحلي 30،6 بتوقيت غرينيتش باص اول اقلّ اربعين معتقلا، تبعه باص ثان. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان المعتقلين انحنوا فورا على الارض لتقبيلها ووضع تراب على رؤوسهم فور نزولهم من الباص، فيما نقل اثنان منهم في سيارة اسعاف الى احد مستشفيات قطاع غزة لانهما يعانيان من اوضاع صحية صعبة نتيجة سنوات السجن الطويلة. واحتشد الآلاف من أقارب الأسرى واصدقائهم اضافة الى مسؤولين فلسطينيين لاستقبال المحررين، بينما عزفت فرقة موسيقية اناشيد وطنية وعقدت حلقات لرقص الدبكة، كما وزعت عائلات عدة الحلوى وانواع العصير. وفي موازاة ذلك، نقل مئة ومعتقلان في وقت مبكر من صباح امس الى نقاط عبور اخرى بين اسرائيل والضفة الغربية. ومن بين المعتقلين الذين اطلقوا عدد كبير من الناشطين في فصائل معارضة لاتفاق أوسلو تنتمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كالجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" لتحرير فلسطين. وكان الاسرائيليون رفضوا في البداية اطلاق اي معتقل عضو في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي". لكنهم عمدوا بعد ذلك الى تليين موقفهم بأن قبلوا، للمرة الاولى، باطلاق معتقلين "لطخت ايديهم بالدماء" حسب تعبيرهم، أي عناصر قامت اما بقتل فلسطينيين "متعاونين" مع اسرائيل او بجرح اسرائيليين. ويعتبر جبر وشاح احد قياديي "الشعبية" ومسؤول جناحها العسكري في غزة الذي اعتقل عام 1985 من ابرز المعتقلين الذين اطلقوا وينتمون الى فصائل المعارضة. وكانت صدرت في حقه ثلاثة احكام بالسجن المؤبد. وقال محمود ابو قسمية الذي صدرت في حقه خمسة احكام بالسجن المؤبد بعد ادانته بالمشاركة في عمل عسكري ادى الى اصابة اسرائيليين، ان "فرحتي باطلاقي ناقصة بسبب عدم اطلاق بقية اخواني ويجب اطلاق جميع المعتقلين بمن فيهم الذين قتلوا اسرائيليين لاننا كنا في حالة حرب ونحن نفذنا الأوامر كجنود". واكد امين الحمران الذي كان ينفذ حكما واحدا بالسجن المؤبد وقضى تسع سنوات في الاعتقال لادانته بقتل عملاء لاسرائيل: "شعوري جيد، لكني مقتنع بأنه لن يكون هناك سلام حقيقي مع اسرائيل الا باطلاق جميع اخواننا الاسرى". وفي المواقع التي تم فيها تسليم المعتقلين، كانت عائلات عديدة توقعت اطلاق ابنائها في الانتظار. واجهش العديد من افرادها من نساء ورجال بالبكاء عندما اكتشفوا انهم لن يطلقوا، ودعوا الله ان ينتقم من الاسرائيليين، كما وجهوا انتقادات للسلطة الفلسطينية قائلين انها لم تبذل جهدا كافيا لاطلاقهم. وينص اتفاق شرم الشيخ على انه اعتبارا من الاسبوع الجاري، يتم اطلاق مئتي معتقل فلسطيني موقوفين لنشاطات ضد لاسرائيل، ثم عن 150 اخرين بحلول الثامن من تشرين الاول اكتوبر المقبل، وعن مجموعة ثالثة يشكل تحديد عددها موضوع مفاوضات قبل شهر رمضان الذي يبدأ هذه السنة في كانون الاول ديسمبر المقبل. الا ان واحدا من المئتي معتقل الذين كان مقررا اطلاقهم امس رفض ان يكون في عدادهم لان محكوميته تنتهي بعد اسبوع وطلب ان يحل محله معتقل آخر، لكن الاسرائيليين رفضوا طلبه، حسبما اوضح سفيان ابو زايدة احد المفاوضين الفلسطينيين في موضوع الاسرى. واعتبر ابو زايدة ان "العدد الذي اطلق غير كاف والشارع الفلسطيني محبط طالما بقي اسير واحد في السجون الاسرائيلية، لكننا سنواصل النضال من اجل اطلاقهم". الى ذلك، اوضح ناطق باسم ادارة السجون الاسرائيلية ان المعتقلين وقعوا قبل الخروج من السجن رسالة تعهدوا فيها "عدم القيام بانشطة ارهابية". لكن احد المعتقلين المئتين رفض ذلك من دون ان يوضح سبب رفضه. وفي دمشق، اعلنت مصادر فلسطينية ان بين السجناء الفلسطينيين، ثلاثين سجيناً ينتمون الى "الجبهة الشعبية" وخمسة عشر آخرين ينتمون الى "الجبهة الديموقراطية".