من المقرر ان تطلق اسرائيل اليوم الاربعاء أقدم سجين سياسي فلسطيني في سجونها. وعلمت "الحياة" من مصدر مطلع ان السلطات الاسرائيلية ستفرج صباح اليوم عن خليل مسعود الراعي، الملقب "أبو الصاعد" 45 عاماً المعتقل في سجن نفحة وسط صحراء النقب. وكان "أبو الصاعد"، الذي انتمى لحركة "فتح" كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أواخر الستينات، اعتقل في الرابع من آذار مارس 1974 من منزل العائلة لقيامه ومجموعته العسكرية بنصب كمين لقائد شرطة مدينة غزة الاسرائيلي الذي قتلوه بوابل من الرصاص وأصابوا آخرين كانوا معه. وقال المصدر نفسه ل"الحياة" ان من المتوقع ان تطلق الحكومة الاسرائيلية نحو 250 أسيراً ومعتقلاً على رأسهم الراعي تنفيذاً لمذكرة واي ريفر التي وقعت في 23 تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأضاف المصدر ان الراعي كان دائماً على رأس قائمة الأسرى الذين تطالب السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية بإطلاقهم، خصوصاً انه يُعد أقدم أسير سياسي فلسطيني في سجون الاحتلال، بعد ان اطلقت اسرائيل أقدم أسير، وهو محمد رجا نعيرات 66 عاماً الذي ينتمي للجبهة الشعبية، العام الماضي، لأسباب صحية. ورغم ان تلك الانباء تنطوي على درجة عالية جداً من التفاؤل، إلا ان المصدر المطلع الذي تحدث الى "الحياة" في غزة اكد صدق النبأ، وقال انه يتحدث وهو يعلم تماماً ان الاجتماع "الذي يعقد في هذه الاثناء في مدينة القدسالمحتلة أمس بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين على وشك الانتهاء". واكد ان المفاوضات ستسفر عن اتفاق على اطلاق مئات الأسرى، وفي مقدمهم "أبو الصاعد". وكان المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون، اجتمعوا الأحد الماضي في غزة للتباحث في آليات تنفيذ بنود مذكرة "واي" الا ان الاجتماع فشل في التوصل الى أية نتائج، والاعلان عن عقد اجتماع آخر الثلثاء أمس. وفي عام 1985 رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الإفراج عن الراعي ضمن عملية التبادل التي جرت صيف العام نفسه، بين "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" واسرائيل والتي اطلقت بمقتضاها نحو 1250 أسيراً مقابل تسليم "القيادة العامة" عدداً من الجنود الاسرائيليين. وكان الرئيس ياسر عرفات منح الراعي وسام القدس، أرفع وسام فلسطيني "تقديراً لنضاله المميز في سبيل حرية شعبه ووطنه". وكرمت جمعية الأسرى والمحررين "حسام" الراعي بتعيينه رئيساً فخرياً لها، واصفة إياه ب"الرمز الوطني لجيوش الأسرى وشيخهم". يذكر ان نحو 2200 اسير ومعتقل فلسطيني ما زالوا في السجون الاسرائيلية.