وافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على اقتراح رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بدء تنفيذ "اتفاق واي" مطلع الشهر القادم، واكد ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قام امس بزيارة خاطفة الى غزة. ورحب مكتب باراك بموقف عرفات معلناً "ان اسرائيل تحترم اي قرار تتخذه السلطة الفلسطينية بهذا الشأن" واضاف: "ان باراك على قناعة بأنه سيتم خلال المهلة المحددة التوصل الى اتفاق مع عرفات بشأن استئناف العملية التفاوضية". وجاءت موافقة عرفات بعدما اكد وزير التخطيط الدولي في السلطة الفلسطينية ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى الشرق الاوسط تأجلت الى وقت لاحق من هذا الشهر. وكانت صحف اسرائيلية اشارت الى ذلك واوضحت ان التأجيل تم بناء لرغبة باراك الذي اتصل بأولبرايت يوم الجمعة الماضي طالباً منها تأخير القدوم الى حين توصله الى اتفاق مع عرفات حول تنفيذ "واي". ورجحت مصادر ديبلوماسية غربية في القدسالمحتلة ل"الحياة" ان يكون عرفات ادلى بتصريحاته الاخيرة رغبة منه في انتزاع اي ذريعة لتأجيل الجولة الاميركية. واذا كان الغموض لا يزال يحيط بموعد الزيارة فانه يحيط، ايضاً، بما وافق عليه عرفات تحديداً. فهو تحدث عن بدء التنفيذ مطلع الشهر القادم في حين ان باراك اعتبر أول ايلول سبتمبر موعد "بدء العدّ العكسي للتنفيذ"، والى ذلك لم يوضح عرفات ما اذا كان وافق على دمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار، حسب "واي" بمفاوضات الوضع النهائي علماً انه كان رفض ذلك اول من امس، ولوحظ ان عرفات اكد على ضرورة التنفيذ السريع لحل قضايا الاسرى والميناء والممر في حين ان بيان الحكومة الاسرائيلية أثار مسائل من نوع جمع الاسلحة غير المرخصة وتطابق عدد افراد الشرطة الفلسطينية مع الحدود المعينة في الاتفاقات وذلك في اشارة الى فكرة "التبادلية" التي تبنتها حكومة بنيامين نتانياهو السابقة. وفي خطوة ثانية ترضي الاسرائيليين وسّعت السلطة الفلسطينية من حملة الاعتقالات في صفوف القيادة السياسية ل"حماس" علماً ان أمير قطر التقى وفداً من الحركة ترأسه الشيخ احمد ياسين وغادر غزة بعد ذلك متوجهاً الى بيروت التي وصلها بعد الظهر. وجاءت الخطوة التي اقدم عليها عرفات لتساعد في "تفرّغ" اولبرايت للمسار السوري - الاسرائيلي وذلك تلبية لرغبة اميركية - اسرائيلية مشتركة ونقلت وكالة "رويترز" عن ديبلوماسي غربي كبير في دمشق قوله عن السوريين انهم "ربما بالغوا… وربما يعتقدون الآن انهم كشفوا اوراقهم بأسرع مما ينبغي". واعتبر ان غياب الرئيس حافظ الاسد عن جنازة الملك المغربي الحسن الثاني "خطوة بارعة لانه كان سيقدم شيئاً دون الحصول على مقابل، فالاسرائيليون يريدون المصافحة". وختم انه "اذا قدمت اسرائيل ضمانات ما، وحتى في السر، بخصوص مرتفعات الجولان فلن يكون من الصعب بدء المفاوضات، واذا اعتقد الاسرائيليون ان في امكانهم بدء مناقشات جادة بعرض دون هذا فهم يخدعون أنفسهم".