سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باراك يلتقي مبارك وعرفات والملك عبدالله ويطالب كلينتون ب "تقليص الدور الاميركي" . اسرائيل تريد القفز فوق "واي ريفر" ودمشق تبادلها "الرغبة في السلام الشامل"
في اليوم الأول من "عهد ايهود باراك" على رأس الحكومة الاسرائيلية بدا وكأن الحيوية دبّت في مسارات التفاوض كلها. اذ حدد جدول لقاءاته العربية والدولية، مع الرئيس المصري حسني مبارك غداً الجمعة، ومع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأحد، ومع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين الاسبوع المقبل، ومع الرئيس الاميركي بيل كلينتون بدءاً من منتصف الشهر الحالي. واستمر، في هذا الوقت، تبادل الرسائل الايجابية بين دمشق وتل ابيب، إذ صرّح مصدر مسؤول في الخارجية السورية ان دمشق "تبادل باراك الرغبة نفسها في وضع حد للحروب واقامة السلام الشامل". وعلمت "الحياة" ان باراك يعتزم تقديم "عرض سخي" الى سورية مربوطاً بجدول زمني محدد يعتمد على سياسة "الخطوة خطوة". الى ذلك تواترت الاتصالات الهاتفية بين العواصم المعنية. وبعد المكالمة بين كلينتون وباراك الاثنين الماضي تحادثت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس مع وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد ديفيد ليفي ومع عرفات، ما أدى الى تعزيز التوقعات بجولة قريبة تقوم بها في المنطقة. وخلال مراسم "التسليم والتسلم" لمنصب رئيس الوزراء، قال باراك موجهاً حديثه الى سلفه بنيامين نتانياهو الذي عمل تحت إمرته في الجيش قبل عشرين عاماً: "حاولت تجنيبك الوقوع في الأخطاء التي ارتكبتها أثناء قيامي بمهام ميدانية، والآن أتمنى ان أتعلم من اخطائك". و"الخطأ" الأول الذي ينوي باراك "تصحيحه" في الاسبوع الأول من عمر ولايته، حسب مصادر قريبة منه، هو تقليص الدور الاميركي في المفاوضات بين العرب والدولة العبرية، الذي يعتقد ان نتانياهو ساهم في تقويته على مدى السنوات الثلاث الماضية. ويرى قريبون من باراك انه سينقل رسالة بهذا المعنى الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون خلال لقاء القمة الاول بينهما في منتصف الشهر الجاري، ويطالبه في الوقت ذاته بتأييد مطلبه في القفز عن اتفاق "واي ريفر" والدخول مباشرة في مفاوضات التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. ولهذا، قرر باراك الأخذ ب"نصيحة" الادارة الاميركية بوجوب لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لكنه ادخل تعديلات تخدم اجندته السياسية واختار ان يلتقي مع الرئيس المصري والعاهل الأردني لتصل الرسالة واضحة الى واشنطن قبل وصول طائرته اليها، بأنه يريد ادارة المفاوضات على طريقته وبشكل مباشر من دون وساطات. وقال حاييم رامون وزير مكتب باراك في اول تصريح له منذ تسلمه منصبه ان الزعماء العرب "سيسمعون اخباراً جيدة من باراك" مضيفاً ان هذه اللقاءات "ترمز الى تصميم باراك على استئناف العملية السلمية وتجديد علاقات الثقة بين الحكومة الجديدة والزعماء العرب". وتعهد الوزير الاسرائيلي بتنفيذ اسرائيل اتفاق واي ريفر "الا اذا وافق الفلسطينيون على اجراء تغييرات". في اشارة الى رغبة باراك في ارجاء عملية الانسحاب من 13.1 في المئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً لما نصت عليه الاتفاقية المذكورة بصورة فورية. ولم تُخفِ السلطة الفلسطينية ارتياحها إزاء لقاء عرفات - باراك الذي سيجري يوم الأحد المقبل على حاجز "إيرز" العسكري على مشارف قطاع غزة. راجع ص3 على صعيد المسار السوري، وبعدما التزم باراك بإقامة "سلام الشجعان"، رجحت مصادر سياسية اسرائيلية ان يقوم الأخير بتقديم "عرض سخي" لدمشق مربوطاً بجدول زمني محدد يعتمد على سياسة "الخطوة خطوة".وكشفت الصحف العبرية عن رسائل نقلها الملك عبدالله الى نجل الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاءين سريين بينهما عقدا اخيراً، وان العاهل الأردني نقل الرد السوري الى الجانب الاسرائيلي. واتصل الملك عبدالله بباراك وهنأه بحصوله على ثقة الكنيست ودعاه الى الاستمرار في عملية السلام على كل المسارات. وفي دمشق، ردت سورية امس بايجابية كبيرة على دعوة رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك الرئيس السوري حافظ الاسد اول من امس الى اقامة "سلام الشجعان"، واكدت رغبتها في استئناف مفاوضات السلام في "اقرب فرصة ممكنة". وفي تعليق رسمي على تصريحات باراك قال "مصدر مسؤول" في وزارة الخارجية السورية ان دمشق "تبادل باراك الرغبة نفسها في وضع حد للحروب واقامة السلام الشامل" في الشرق الاوسط. وقال المصدر السوري في بيان رسمي: "ان الحكومة السورية على استعداد لمقابلة كل خطوة بمثلها واستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت في اقرب فرصة ممكنة". وكان الرئيس الاسد وباراك تبادلا عبر "الحياة" الاشارات الايجابية، إذ ان الرئيس السوري وصف رئيس الوزراء الاسرائىلي ب"الصادق"، في حين نوه باراك ب"الدور الوطني" للأسد.