استعدت الخرطوم لاستقبال الرئيس السابق جعفر نميري في لقاءات رسمية وشعبية حاشدة صباح اليوم السبت عند وصوله من منفاه في القاهرة، على رغم ارتفاع أصوات رفضت عودته ودعوات الى التظاهر ضده وفتح بلاغات في حقه. علمت "الحياة" ان الاستقبال الرسمي للرئيس السابق جعفر نميري في الخرطوم اليوم يشمل حضور وزير شؤون رئاسة الجمهورية اللواء بكري حسن صالح وبعض الوزراء وممثلين ل"المؤتمر الوطني" الحاكم الى المطار لدى هبوط طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية السودانية في مطار الخرطوم. ويشير برنامج الاستقبال الى ان الطائرة ستصل في الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم لينهي نميري غياباً استمر 14 عاماً منذ إطاحته في انتفاضة شعبية. وأعدت قيادات "تحالف قوى الشعب العاملة" وهو تنظيم سجله أنصار نميري وفقاً لقانون التوالي السياسي، احتفالاً شعبياً كبيراً للرئيس السابق. وجرى تغيير طفيف في برنامج استقبال نميري اذ كان مقرراً ان يلتقيه الرئيس عمر البشير، لكن البشير سيكون اليوم خارج البلاد للمشاركة في مؤتمر افريقي - اميركي في غانا. ووجه حزب "تحالف قوى الشعب العاملة" نداء في الخرطوم أمس الى مؤيدي الرئيس السابق دعاهم فيه الى تنظيم حشد خارج المطار لاستقبال رئيس الحزب، وحشد أعضاء الحزب والمتعاطفين مع نظام نميري على طول الطريق من المطار وحتى مقر اقامته السابق في الخرطوم بحري. وأعلن المسؤول الاعلامي في التحالف عبدالحفيظ عبدالله رجب ان نميري "سيرأس المؤتمر العام للحزب يوم الثلثاء المقبل الذي يصادف الذكرى الثلاثين لثورة أيار مايو التي تسلم فيها نميري مقاليد حكم البلاد". وأضاف: "سنهتم في المرحلة المقبلة ببناء الحزب على قواعد ديموقراطية شعبية من دون الالتفات الى الأصوات التي تنادي بمحاكمة الرئيس السابق ونظامه، وهؤلاء أمامهم ساحات القضاء". يذكر ان نميري حصل على عفو رئاسي أصدره الرئيس عمر البشير. وقال النائب الأول السابق للرئيس نميري الوزير الحالي والقيادي البارز في المؤتمر الوطني الحاكم السيد أبو القاسم محمد ابراهيم ل"الحياة" انه ينصح الذين يتحدثون عن فتح بلاغات في مواجهة نميري "ان يفكروا قبل الاقدام على خطوة من هذا النوع" ذلك ان نميري وأعوانه "يحتفظون بوثائق واتهامات وملفات تضع الذين يهددون اليوم في دائرة الاتهام في جرائم خطرة للغاية". ونفى ابراهيم ان يكون يعتزم التخلي عن عضوية حزب "المؤتمر الوطني" والانضمام الى حزب "التحالف". وقال: "شاركنا بإخلاص في بناء المؤتمر الوطني وسنواصل عملنا فيه والسعي الى ايجاد قدر كبير من التنسيق والتفاهم بين المؤتمر الوطني والتحالف". وكان عدد من معارضي عهد نميري 1969 - 1985 أعلنوا رفضهم عودته، واعتبروا انها تمثل "استفزازاً للشعب السوداني". وهدد بعض أنصار المهدي، وبعض اعضاء الحزب الشيوعي السوداني بالانتقام من نميري للذين لقوا مصرعهم في مواجهات وقعت في عهده من الأنصار والشيوعيين. لكن رئيس اللجنة الرسمية المكلفة بالاعداد لاستقبال نميري وتأمين استقراره الوزير عبدالباسط سبدرات صرح بأن الحكومة "أعدت الترتيبات الأمنية والقانونية اللازمة التي تضمن عودة نميري واستقراره في بلده بصورة مؤمنة وهادئة ومريحة". وكان رئيس "التحالف الوطني من اجل اقامة الديموقراطية" المعارض المحامي غازي سليمان قال في مؤتمر صحافي في الخرطوم أول من أمس "ندعو الحكومة المصرية الى اعتقال نميري ومنعه من العودة الى السودان بانتظار تقديمه الى محكمة دولية بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان". واستنكر سليمان العفو الذي اصدره البشير عن نميري واعلن عن تنظيم حملة احتجاج على عودة نميري وخصوصاً تنظيم تظاهرة في 25 أيار مايو، ذكرى تسلم نميري الحكم.