وصلت محادثات تجريها لجنة مكلفة تقويم اتفاق الخرطوم للسلام مع الفصائل الجنوبية الموقعة على الاتفاق الى طريق مسدود. واتهم أنصار رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار اللجنة بأنها قدمت توصيات ووسعت هوة الخلاف بين الجانبين، وينتظر ان يلتقي النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه مشار اليوم أو غداً بعد تسلمه توصيات اللجنة. وبات منتظراً اتضاح الصورة النهائية للعلاقة بين مشار والحكومة خصوصاً انه هدد بالاستقالة من الحكومة ما لم تستجب مطالبه. وقال مكواج تيج الناطق باسم حزب مشار "جبهة الانقاذ الديموقراطية" الذي سجل وفقاً لقوانين التوالي السياسي ان الاجتماع مع نائب الرئيس "يحتمل خيارين فقط، اما تدارك الاخفاقات التي تعرض لها الاتفاق ومعالجة أوجه القصور بصورة عاجلة، أو خروج جبهة الانقاذ من الحكومة". ورفض تيج التحدث عن التوصيات واكتفى بالقول ان بعضها غير مرض لحزبه. الى ذلك، أفادت صحيفة "الانباء" الحكومية السودانية امس ان وفداً ليبياً كان ينتظر قدومه الى الخرطوم الاثنين لإطلاع المسؤولين على جهود المصالحة الليبية أرجأ زيارته الى موعد لم يحدد. وأكدت "الرأي العام" المستقلة انه يتوقع وصول وفد ليبي - مصري مشترك للغرض ذاته. ونقلت "الأنباء" عن أمين الشؤون السياسية في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم محمد الحسن الأمين قوله ان الوفد الليبي أبلغ الحزب من القاهرة بتأجيل الزيارة من دون ان يحدد موعداً جديداً. لكن الأمين توقع ان يصل الوفد الليبي قريباً الى الخرطوم موضحاً ان الوفد سيجري مزيداً من المشاورات مع الجانب المصري في شأن جهود المصالحة بين الحكومة السودانية والمعارضة. وذكرت صحيفة "الرأي العام" المستقلة ان وزير الخارجية المصري عمرو موسى أطلع السفير السوداني في القاهرة احمد عبدالحليم على قرار ليبيا ومصر توحيد جهودهما لتحقيق المصالحة السودانية، وان وفدا ليبياً مصرياً سيصل الى الخرطوم قريباً للبحث في امكان عقد مؤتمر مصالحة. تعليق صدور صحيفة على صعيد آخر، قرر مجلس الصحافة السوداني ايقاف صحيفة "الرأي الآخر" المستقلة عن الصدور لمدة أسبوع بعد درسه شكوى ضد مقال نشر في الصحيفة تناول قضية الحرب والتدخل الأميركي في السودان. واعتبرت رئيسة تحرير الصحيفة السيدة آمال عباس ان صحيفتها "مستهدفة"، وان الصلاحيات التي تتمتع بها لجنة الشكاوى في مجلس الصحافة "تشكل خرقاً للدستور". وكانت الصحيفة تعرضت لتحقيق في اللجنة مرات عدة في الفترة الماضية. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أمس "سنلتزم بقرار التعليق لكننا سنعود أقوى وأكثر تصميماً على الدفاع عن حرية التعبير والنشر، وسنواصل النضال من أجل وضع قانون للصحافة يحترم حقوق الانسان الأساسية والاقتصادية". وأكدت الافتتاحية ان "الرأي الآخر ستموت واقفة ولن تركع". تأجيل زيارة الوفد الليبي