} قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الجانب السوري طلب ان تستمر مفاوضات السلام في واشنطن، في الوقت الذي دعت فيه دمشق الى دور اميركي فاعل في المرحلة المقبلة والى "اختصار مراحل المحادثات". في غضون ذلك، وصل الى دمشق كل من المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس ومبعوث للرئيس بوريس يلتسن، فيما تلقى وزير الخارجية فاروق الشرع اتصالات هاتفية من نظيريه الفرنسي هوبير فيدرين والاردني عبدالإله الخطيب والمستشار السياسي للرئيس المصري اسامة الباز. قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الجانب السوري طلب ان تستمر مفاوضات السلام في واشنطن بعد لقاء رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع يومي الاربعاء والخميس المقبلين. واوضحت المصادر الديبلوماسية ان "المسؤولين السوريين يريدون تدخلاً شخصياً للرئيس بيل كلينتون ووجوداً اميركياً في كل مراحل المفاوضات، والا تنتقل المفاوضات الى المنطقة تحسبا لان يخف الدور الاميركي والزخم الدولي للمفاوضات". واشارت الى رفضهم عقد المحادثات في "واي بلانتيشين" او اي مكان آخر مرتبط بالمفاوضات الفلسطينية - الاسرائىلية او اتفاق كمب ديفيد بين مصر واسرائىل. وفي حال نقلت الى الشرق الاوسط تفضل دمشق ان تكون المفاوضات في الاردن تقديراً للدور الاردني في التمهيد ل"بناء الثقة" بين السوريين والاسرائىليين، لكنها لا تريد "تكريس البرود" مع مصر. وكتب رئيس تحريرصحيفة "الثورة" الحكومية عميد الخولي امس ان كلينتون "حقق نقلة نوعية مهمة جداً ... حين نجح في ان يعيد باراك الى طاولة المفاوضات على أساس ما أنجز" وان خطوة العودة الى مائدة التفاوض "يجب ان تكون منطلقاً لعمل سياسي مكثف ترعاه اميركا ايضاً بحكم دورها الرسمي في عملية السلام، ودورها الكوني باعتبارها القوة الاعظم، ذات المسؤوليات الكونية الخاصة في ضبط وادارة السلام العالمي". وجددت الصحيفة دعوة كلينتون ل"تقديم الكثير في دفع العملية واختصار مراحلها من اجل ان تقفز بوتائر عالية لتحقق خطوات مهمة في المرحلة القصيرة المقبلة". ورأت صحيفة "تشرين" الرسمية في المقابل ان "العبرة تبقى بالنتائج، ومطلوب من الادارة الاميركية مضاعفة مساعيها وجهودها لترجمة النيات الى افعال ملموسة" في ضوء كون دمشق "ستخوض محادثات واشنطن بروح منفتحة وبصدقية سلمية قناعةً منها ان السلام هو لمصلحة الجميع وان السلام سيحمل معه الازدهار والرخاء الموعودين". الى ذلك، وصل الى دمشق امس كل من المبعوث الاوروبي الخاص للشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس ومبعوث الرئيس الروسي فاسيلي سيريدين لاجراء محادثات مع القيادة السورية في شأن مفاوضات المسار السوري. وقال موراتينوس لوكالة "رويترز" انه سيجري محادثات مع الشرع، رافضا كشف اي تفاصيل عن زيارته للعاصمة السورية قبل ان يلتقي الشرع. ورحب المبعوث الروسي الذي تشارك بلاده في رعاية المفاوضات والذي وصل الى دمشق قادما من بيروت، باعلان استئناف المفاوضات السوري من النقطة التي توقفت عندها. وقال للصحافيين ان روسيا تبذل كل ما في وسعها من اجل دفع مفاوضات السلام الى امام وتحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط. واشارت مصادر روسية الى ان سيردين سيلتقي الشرع اليوم. من جهة اخرى، اكدت دمشق مجددا ان مفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية في السنوات السابقة "حسمت النقاش" في شأن اكثر من 80 في المئة من المسائل الشائكة، خصوصا موضوع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان الى خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967. وزادت ان "صدق النيات وترجمة الاقوال الى افعال سيؤديان الى استكمال باقي جوانب السلام من دون عقبات". وبثت اذاعة دمشق امس: "لا احد يرضى ان تعيد اسرائيل المحادثات الى النفق المغلق سواء عن طريق الخداع او المماطلة لان استئناف المفاوضات ليس غاية في حد ذاته ولا التقاط الصور الاعلامية ولا الضجيج الدعائي المفتعل بل ان الجهود التي بذلت لترجع الى رغبة صادقة في اقامة سلام عادل وشامل".