أعلن وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع استعداد بلاده استئناف مفاوضات السلام السورية - الاسرائىلية "من حيث توقفت" بداية العام 1996، في وقت قالت فيه مصادر ديبلوماسية اوروبية ل"الحياة" ان المنسق الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس نقل الى الشرع رغبة رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك "القوية" بالعودة الى طاولة التفاوض بهدف "تعويض الوقت الضائع" خلال ترؤس بنيامين نتانياهو الحكومة الاسرائىلية. واوضحت المصادر ان الطرفين السوري والاسرائيلي "يدركان ان لديهما ثمانية اشهر فقط لتحقيق اتفاق سلام بينهما"، اي قبل انشغال الادارة الاميركية في الانتخابات الرئاسية في الربع الاول من العام المقبل. وكان موراتينوس اطلع الشرع اول من امس على نتيجة محادثاته مع عدد من مستشاري باراك بينهم يوسي بيلين، مشيرا الى انهم يعتقدون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "سيتحالف مع اليسار الاسرائيلي، وانه سيعمل على المسارات التفاوضية كافة". واضاف ان مستشاري باراك "يدركون ان التفاوض للانسحاب من جنوبلبنان يتطلب استئناف المفاوضات على المسار السوري لاعادة الجولان". وقال الشرع: "يجب المضي قدماً بالمسارين معاً"، فيما اشار موراتينوس الى "قناعة حزب العمل بوجوب التفاوض مع سورية وابداء الرغبة بالانسحاب من جنوبلبنان. الكل يعتقد بامكان الوصول الى حل نهائي وفاعل عبر حوار متوازي مع سورية ولبنان. لذلك يمكن ان تستأنف المفاوضات في اقرب فرصة ممكنة". وعن امكان حصول خلاف جوهري سوري - اسرائىلي في شأن "نقطة توقف" المفاوضات في العام 1996، قالت المصادر: "سيأخذ هذا الامر جزءاً من النقاش، لكنه لن يكون عقبة نهائية لان الطرفين كانا يتبادلان التصورات عن ذلك عبر طرف ثالث". واضافت ان موراتينوس "لعب دوراً اساسياً في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الاخيرة"، علماً ان دمشق متمسكة بالعودة الى مائدة المفاوضات على اساس التزام "الانسحاب الكامل" من الجولان والموافقة على مبادئ ترتيبات الامن. ونقلت المصادر عن موراتينوس قوله "ان سورية متشجعة بوصول باراك وانها تتذكره مفاوضاً جدياً وايجابياً خلال تجربتها معه" نهاية العام 1994 كرئيس للاركان ونهاية العام 1995 كوزير للخارجية في حكومة شمعون بيريز. واضاف المنسق الاوروبي: "ان دمشق تنتظر منه ان يتبنى موقف بيريز وسلفه اسحق رابين". واشارت المصادر الاوروبية الى وجود توقعات لدى مستشاري باراك بأنه يريد ان يكون "رابين الثاني، بحيث يستند الى خلفيته التاريخية ليتخذ خطوات كبيرة نحو السلام". ونقل موراتينوس عن الشرع قوله ان باراك "يتمتع بالجدية ويمكنه التوصل الى اتفاق سلام نهائي مع سورية، وهو اكثر ارتياحاً مع حزب العمل الذي كان على اتصال فعلي بالسلطات السورية مدى اشهر وسنوات كثيرة من المفاوضات" بين عامي 1992 و1996. وزاد: "وجدت الشرع اكثر تفاؤلاً، لكنه قال انه يجب ان يلتزم الحذر حتى يرى طريقة تأليف الحكومة الجديدة". وكانت دمشق دعت رئيس الوزراء الاسرائىلي المنتخب الى "استدراك الوقت الضائع" و"المضي قدماً في طريق السلام". وقالت ان رابين "استوعب كل هذه الحقائق وتعهد الانسحاب الكامل من الجولان لكنه اغتيل قبل ترجمتها الى وقائع"، داعية باراك الى "اختصار المسافات وعدم الوقوع في مستنقع المماطلة والتسويف بالتجاوب مع متطلبات السلام العادل المستقر".