أثارت مناورات بحرية يابانية - كورية جنوبية قلقا في كوريا الشمالية التي اتهمت طوكيو بالسعي الى استعمار شبه الجزيرة الكورية مجددا، فيما حضت الصينسيول وبيونغيانغ على المحافظة على محادثات السلام بينهما التي تشارك فيها الى جانب الولاياتالمتحدة. طوكيو، جنيف - أ ف ب، رويترز - افاد مصدر في وكالة وزارة الدفاع اليابانية ان اليابان وكوريا الجنوبية قامتا امس الخميس في بحر الصين بمناورات بحرية مشتركة هي الاولى بينهما منذ انتهاء احتلال القوات اليابانية لشبه الجزيرة الكورية في 1945. واثارت هذه المناورات التي حشدت اكثر من الف عنصر رد فعل فوري من قبل كوريا الشمالية التي اتهمت اليابان بالاستعداد لاعادة استعمار شبه الجزيرة الكورية. وقال ناطق باسم وكالة الدفاع اليابانية ان "التمارين المشتركة الاولى بين قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية والقوات البحرية الكورية الجنوبية جرت اليوم امس". ومعلوم ان القوات البحرية اليابانية والكورية الجنوبية لم تتعاون ابدا قبل الان بسبب خلافات ناجمة عن احتلال اليابان لشبه الجزيرة بين عامي 1910 و1945. وقال الناطق الياباني: "نحن لا نسميها تمارين عسكرية لان ذلك يمكن ان يعطي انطباعاً سيئاً" عن طبيعة العملية. واضاف: "بالنسبة الينا فإن الامر يتعلق بتدريب على عمليات البحث والاغاثة" في البحر يتضمن تمرينا على مكافحة حريق على متن سفينة في شرق بحر الصين على بعد حوالي مئتي كيلومتر من مرفأ ساسيبو الياباني. واكدت الوزارة اليابانية ان طوكيو حشدت 630 جنديا وثلاث سفن وثلاث مروحيات وطائرة استطلاع للمشاركة في التمارين التي شارك فيها ايضا 500 عسكري كوري جنوبي على متن سفينتين وطائرتين. وفي بيونغيانغ، افادت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم ان كوريا الشمالية دانت بشدة هذه المناورات معتبرة ان "العملية التي يقوم بها الرجعيون اليابانيون لاجتياح كوريا مجددا دخلت في مرحلتها النهائية". وكانت العلاقات بين سيولوطوكيو تحسنت بشكل ملحوظ منذ ان اعربت الاخيرة عن اسفها للموقف الذي اعتمدته ابان الحرب وذلك اثناء زيارة الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي يونغ الى اليابان في تشرين الاول اكتوبر 1998. ويرتبط البلدان باتفاقات دفاعية مع الولاياتالمتحدة ويسعيان الى تبني موقف مشترك ازاء التهديد العسكري الكوري الشمالي. ويعملان خصوصا على ردع بيونغيانغ عن تجربة صاروخ جديد طويل المدى من طراز "تايبودونغ" بعد سنة على اختراق صاروخ بالستي كوري شمالي اجواء اليابان قبل ان يتحطم في البحر الهادىء في 31 اب اغسطس 1998. الصين الى ذلك، حضت الصين الكوريتين الشمالية والجنوبية على المحافظة على زخم محادثات السلام الرباعية التي استؤنفت جلساتها في جنيف امس، وسط تنامي التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وبدأت الجولة الاحدث من المحادثات بين كوريا الشمالية والجنوبية في حضور حليفتي كل منهما إبان الحرب الباردة: الصينوالولاياتالمتحدة. وهذه المرة الاولى التي يلتقي وفدا الكوريتين وجها لوجه منذ اشتباك بحري وقع في البحر الاصفر في حزيران يونيو الماضي. وقال سفير الصين شيان يونجنيان الذي ترأس بلاده الجولة الحالية من المحادثات الى الصحافيين: "في ضوء التوترات الاخيرة في شبه الجزيرة، نأمل ان تسلك كل الاطراف مسلكا ايجابيا متعاونا". وهذه الجولة السادسة ضمن سلسلة بدأت في كانون الاول ديسمبر 1997 من المحادثات الرسمية الاولى من نوعها منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953. ولم يتحقق تقدم في الجولة الخامسة التي عقدت في نيسان ابريل الماضي. ولم يتمكن المشاركون بعد من الاتفاق حتى على جدول اعمال للمحادثات.