تعهدت سيولوطوكيو أمس، محاولة تسوية قضية «نساء المتعة»، وهنّ كوريات أُجبِرن على «الترفيه» عن الجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية. جاء ذلك خلال قمة نادرة في سيول بين الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وخصصت بارك لآبي استقبالاً حاراً في «البيت الأزرق»، وهو قصر الرئاسة، بعدما تميّزت لقاءاتهما بفتور شديد. وكان ذلك في اول لقاء ثنائي بين الجانبين، اذ رفضت بارك منذ تسلّمها الحكم عقد قمة مع آبي، طالما لم تعتذر طوكيو عن خلافات موروثة من الاستعمار الياباني لآسيا (1910-1945)، علماً أن كوريا الجنوبيةواليابان حليفتان للولايات المتحدة، خصوصاً في مواجهة صعود الصين و»تهديد» كوريا الشمالية. لكن العلاقات التجارية بين البلدين وثيقة. وتعتبر اليابان ان المسائل المرتبطة بالحرب سُوِّيت عام 1965، بموجب اتفاق نصّ على اقامة علاقات ديبلوماسية بين طوكيووسيول. ويتنازع البلدان السيادة على جزر صغيرة في بحر اليابان، تديرها كوريا الجنوبية. وأعلن «البيت الأزرق» أن بارك وآبي «قررا تكثيف مشاوراتهما لمحاولة تسوية مشكلة نساء المتعة، في أسرع وقت». كما شدد الجانبان على التعاون لمواجهة الطموحات النووية لكوريا الشمالية. وأكدت بارك وجوب «تضميد جروح الماضي»، فيما اشار آبي الى أن الجانبين يشعران بأنهما ملتزمان واجب «عدم ترك عقبات للأجيال المقبلة». وأضاف: «يوافق هذا العام ذكرى مرور 50 سنة على تطبيع العلاقات (اليابانية - الكورية الجنوبية). اتفقنا على التعجيل بمحادثات، من أجل التوصل الى أقرب تسوية ممكنة» لقضية «نساء المتعة». اجتماع بارك - آبي عُقد بعد قمة جمعتهما مع رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الأحد، اتفقوا خلالها على استئناف منتدى سنوي للعمل نحو تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الإقليمي. وأعلن مسؤول في الحكومة اليابانية أن آبي أبلغ بارك أن «اليابان تريد أن تتعاون مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للحفاظ» على بحر الصين الجنوبي «مفتوحاً وحراًَ وسلمياً». وأضاف أن رئيس الوزراء الياباني قال للرئيسة الكورية الجنوبية إن الوضع في البحر «هو سبب مشترك للقلق في المجتمع الدولي»، علماً أن بكين تطالب بالسيادة عليه. وبثّ الموقع الإلكتروني لصحيفة «الشعب» الرسمية الصينية صوراً لمقاتلات من «وحدة الطيران البحري» من أسطول بحر الصين الجنوبي، وهي تنفّذ تدريبات. الى ذلك، أعرب وزيرا الدفاع الأميركي آشتون كارتر والكوري الجنوبي هان مين كو عن «قلق عميق» من عزم بيونغيانغ على إطلاق صاروخ باليستي وتنفيذ تجربة نووية. وقال كارتر بعد لقائه هان في سيول إن «كوريا الشمالية تشكّل تهديداً خطراً ووشيكاً ومستمراً لأمن شبه الجزيرة والمنطقة». وشدد الوزيران على «عدم التغاضي عن أي عدوان أو استفزاز عسكري» من الدولة الستالينية.