كابول - أ ف ب - لجأ ما لا يقل عن مئة الف افغاني في الايام الاخيرة الى بانشير بعد التقدم الذي حققته حركة "طالبان" في شمال كابول. وطالبت المعارضة أمس الثلثاء بمساعدة دولية لمواجهة تدفق اللاجئين. وقال ناطق باسم المعارضة في وادي بانشير حيث انسحبت قوات القائد احمد شاه مسعود الاثنين على اثر هزيمتها امام ميليشيا "طالبان" الحاكمة في كابول: "هناك حاليا 250 الف لاجىء في الوادي ولديهم القليل من المياه والاغذية التي تكفي لبضعة ايام ولا يمكننا القيام بأي شيء من اجلهم". ودعا المنظمات الانسانية مثل الصليب الاحمر الدولي الى القيام بأي شيء لمساعدة اللاجئين. وقالت مصادر مستقلة ان هذا العدد يبدو معقولاً، في حين قال احد الخبراء الغربيين ان عدد المئة الف شخص هو الحد الادنى. واعلن مسؤولون من الاممالمتحدة تم الاتصال بهم من اسلام اباد انهم على علم بتدفق اللاجئين الى بانشير لكن من دون "معرفة العدد الدقيق". وقال احد المسؤولين "اننا نحاول تقويم الوضع وندرس السبل المختلفة لتنظيم الاسعافات لاولئك السكان المدنيين النازحين اذا ثبت ان ذلك ضروري". وحذر الخبير الغربي من انه يحتمل وقوع ازمة انسانية كبرى لأن عدد النازحين قد يكون اكثر من ذلك نظراً الى ان عدد السكان المدنيين في منطقة المعارك يقدر ب 300 الف شخص. ووصف احد الناطقين باسم مسعود نزوح اللاجئين هذا بأنه "الأسوأ خلال الاعوام العشرين الاخيرة للحرب في افغانستان"، مؤكداً ان "الناس يستمرون في الهرب". واوضحت مصادر مستقلة ان غالبية المدنيين النازحين هم من الطاجيك وانهم غادروا شمال كابول خشية تعرضهم "لأعمال عقابية" من "طالبان" بسبب دعمهم لمسعود الذي هو ايضا من اصل طاجيكي على غرار معظم قواته. وفي كابول، نقلت وكالة "رويترز" عن شهود ان آلاف اللاجئين يتدفقون على كابول من المناطق التي سيطرت عليها "طالبان". وقدّر بعض المصادر عدد النازحين بحوالي عشرة الاف. ونُقل عن نازحين ان "طالبان" لم ترغمهم على مغادرة مناطقهم التي تشن فيها الحركة عمليات تمشيط لتنظيفها من مقاتلي مسعود. ويتردد ان مسعود الذي يتحصن حالياً في وادي بانشير، يستعد لشن هجوم مضاد على المناطق التي خسرها أمام "طالبان".