استيقظ معظم سكان صنعاء في الساعة الثانية بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على دوي انفجار هائل هز معظم احياء المدينة، وسمع في كل ارجائها. وأثار الانفجار ذعراً، وهو وقع في متجر ضخم سوبرماركت سيتي سنتر في الحي الديبلوماسي وأدى الى سقوط قتيلين بينهما صاحب المتجر عبدالله العميري و12 جريحاً بحسب الرواية الرسمية، فيما أكد شهود ان القتلى تسعة، ودمر المتجر كلياً. وقبل الحادث بثلاث ساعات وقع انفجاران في مدينة عدن، احدهما قرب مبنى الاذاعة والتلفزيون، ولم يسفرا عن خسائر بشرية أو مادية. وأذاع تلفزيون صنعاء ان الانفجار الضخم في العاصمة أوقع ستة قتلى وأكثر من 12 جريحاً، وعلم ان السلطات اعتقلت حوالى 42 شخصاً يشتبه في ضلوعهم بالحادث. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اتصل هاتفياً بنظيره اليمني علي عبدالله صالح الذي أبلغه ان النتائج الأولية للتحقيقات في الانفجار تشير الى أنه "حادث جنائي" ورجّح "أبو حمزة المصري" زعيم هيئة "أنصار الشريعة" مقرها لندن في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" أن يكون "جيش عدن - ابين الاسلامي" مسؤولاً عن التفجير. وقال: "اعتقد ان هدف العملية هو دعم اسلاميين تعتقلهم الدولة، وهناك هدف آخر مرتبط باستمرار الأحداث ضد العراق، لذلك كانت العملية قريبة من السفارة البريطانية"، في اشارة الى الغارات البريطانية والأميركية شبه اليومية على العراق. وتحطمت نوافذ المنازل والسفارات والمكاتب المجاورة للمتجر الواقع قبالة المجمع الحكومي في شارع حدة في صنعاء، وبدأت أجهزة الأمن التحقيقات، لافتة الى مؤشرات الانفجار تدل على أن الأسباب جنائية. وروى شهود ان سبعة من عمال المتجر قتلوا الى جانب العميري، كما قتل أحد حراس منزل الشيخ محمد عبدالله أبو لحوم، وتضررت عشرات المنازل، ولحقت ببعضها خسائر جسيمة وتهشمت النوافذ وأبواب الأبنية في الحي الديبلوماسي والأحياء القريبة. يذكر أن الحي يعد من أرقى أحياء العاصمة اليمنية، ويضم عدداً من السفارات ومساكن بعثات ديبلوماسية، وتبعد السفارة البريطانية عن المتجر 120 متراً، والسفارة الليبية 300 متر، ويقابله المجمع الحكومي الذي يضم وزارات ومؤسسات حكومية. كما يبعد المتجر أمتاراً قليلة عن مبنى الخطوط الجوية الاماراتية ومكاتب شركات سياحية، وتحطم كل نوافذ السفارات والمكاتب والشركات، فيما سيطرت فرق الاطفاء على حريق هائل في الأجزاء المتناثرة من المتجر امتد الى المخازن المجاورة بعد الانفجار الذي تسببت فيه كمية ضخمة من مادة "تي.ان.تي". وقالت ل"الحياة" مصادر قريبة الى الشرطة ان الانفجار نجم عن عبوات ناسفة وضعت في مخازن المتجر خلف مبناه الرئيسي، وليس عن سيارة مفخخة. وأضافت المصادر ان التحقيقات الأولية تشير الى خلافات كبيرة بين مالك المتجر عبدالله العميري وشركاء سابقين في مجالات تجارية، ما يطرح احتمال أن يكون دافع التفجير جنائياً. وكانت مدينة عدن شهدت انفجارين في الساعة الحادية عشرة ليل الجمعة. وسمع دوي ضخم في منطقة حي التواهي. وأكدت مصادر في الشرطة المحلية ل"الحياة" ان عبوة ناسفة انفجرت أمام مبنى البنك الأهلي، وقرب مبنى الاذاعة والتلفزيون ومجمعات فندقية سياحية. اما الانفجار الثاني فوقع قرب المجمع التجاري في منطقة كريتر، ونجم عن قنبلة صوتية.